نشرة الأقصى الإلكترونية

 يبوس القدس تستصرخ : انقذوني من الأخطبوط الصهيوني:

مؤسسة الأقصى تكشف : مؤسسات صهيونية تحفر الأنفاق تحت مجمع عين سلوان لاستكمال مشروع "مدينة داوود" التهويدي وتحقيق الأسطورة التلمودية

تتابع مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية منذ سنين طويلة تحركات المؤسسة الصهيونية الساعية لتنفيذ مخطط طويل الأمد متدرج المراحل لتهويد مدينة القدس خاصة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، إذ تحاول المؤسسات الصهيونية بشتى الطرق والوسائل تحقيق الأسطورة التلمودية القائلة بيهودية القدس وإعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم، وفي مجمل سعيها المتشعب المحموم هذا، تتعرض بلدة سلوان – مدينة يبوس الكنعانية القدس الأم – والمتاخمة للجهة الجنوبية للبلدة القديمة في القدس المحتلة- لهجوم شرس من قبل جمعيات وشركات صهيونية هي أذرع متنفذة في المؤسسة الصهيونية مدعومة بشكل أو بآخر بقرار سياسي، الأمر الذي يجعلها كما أكد أكثر من مراقب أنها فوق القانون وتشكل دولة في قلب دولة.

مؤسسة الأقصى في تقريرها هذا تكشف وتسلط الأضواء على حفريات وأنفاق وممارسات تقوم بتنفيذها الجهات الصهيونية في بلدة سلوان وتحديدا في منطقة مجمع عين سلوان تندرج في مخطط التهويد والاستيلاء الكامل على المنطقة بهدف استكمال المشروع التهويدي المشهور باسم "مدينة داوود" كجزء من تحقيق الأسطورة التلمودية وبناء الهيكل الثالث المزعوم بكل مستلزماته ومرافقه على حساب المسجد الأقصى والمحيط القريب الملاصق للمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس.

الطريق الهيرودياني: خط الصرف الصحي ونداءات رئيس الدولة كتساف

 

معروف عن المؤسسة الصهيونية أنها تستغل أيما استغلال كل حدث مهما صغر لخدمة مخططاتها وبرامجها التنفيذية وحدث بحسب الرواية الصهيونية وان كنا نشكك فيها أن انسدّ نهاية العام 2004 ومطلع العام 2005 خط للصرف الصحي في المنطقة المحاذية لعين سلوان أسفل حي وادي حلوة في بلدة سلوان – مما دفع جمعية العاد - "אלע"ד" بالعبرية ومعناها نحو مدينة داوود " والمشهورة بأنها صاحبة اليد الطولى في تنفيذ المشاريع الاستيطانية للاستيلاء على بلدة سلوان - ، الدخول وبسرعة على الخط لإجراء حفريات في المنطقة مستخدمة أياديها الطويلة وعلاقاتها مع مؤسسات صهيونية عدة كسلطة الآثار الصهيونية وهيئة الحدائق الطبيعية، وتستمر هذه الحفريات تحت غطاء حفريات أثرية بالقرب من مجمع عين سلوان لأشهر ولتخرج بعدها على الملأ ان حفريات العاد التي نفذتها سلطة الآثار كشفت عن الطريق الاستكمالي لما يسمى بـ "الطريق الهيرودياني"  الذي يبدأ طرفه الآخر في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى بالإضافة الى الحديث عن اكتشاف عين سلوان أكبر مما كان يعرف حتى الآن – على حد قولهم – ويتم الحديث عن ربط هذه الحفريات ومكتشفاتها بتاريخ يهودي يعود لفترة الهيكل الثاني قبل نحو 2000 عام – بحسب ادعائهم - ، الأمر الذي تحدث عنه الإعلام العبري خاصة المراسلون المقربون من المستوطنين ككشف تاريخي يهودي لم يسبق له مثيل. 

 صورة رئيسية للنفق تحت مجمع عين سلوان

 

صورة لما يدعونه جزء من الطريق الهيرودياني اسفل المسجد

لم تمر أشهر معدودات حتى خرج رئيس الدولة " موشيه كتساف" وفي احتفالية خاصة لافتتاح كنيس يهودي ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق داعيا لتنفيذ حفريات تحت المسجد الأقصى لربط طرفي الطريق الهيرودياني بين جهتي الجدار الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى.

 

 

كاتساف في افتتاح الكنيس المتاخم للجدار الغربي للمسجد الأقصى

الأمران المذكوران أضاءا الضوء الأحمر بشدة لدى مؤسسة الأقصى بأن مخططا خطرا يتم تنفيذه بتسارع في بلدة سلوان وخاصة أنها منطقة مستهدفة منذ عشرات السنين وليس ببعيد أعلنت بلدية القدس عن نيتها هدم نحو 90 بيتا في حي البستان في سلوان لإقامة ما أسموه " حديقة الهيكل" على أنقاض هذه البيوت.

 

 

أنفاق يعرف أولها لا آخرها

 

بطريقة ما استطاعت مؤسسة الأقصى أن تتجاوز الأسيجة الحديدية التي نصبت في منطقة مجمع عين سلوان حيث تجري الحفريات أسفل المسجد والروضة، ودخلت المؤسسة إلى موقع الحفريات هناك، لتكشف عن نفق أرضي يحفر تحت مسجد عين سلوان والروضة المجاورة بعمق أكثر من 12 متر، نفق يكشف أوله اما استمراره فمخفي بحاجز خشبي ،

سواتر خشبية لإخفاء تفرع الحفريات

 الا ان الملاحظ ان عملية الحفريات مستمرة وبعدة اتجاهات، تشعب هذه الأنفاق وعمقها أدت الى انهيار ترابي كبير تحت ساحة مسجد عين سلوان كما رصدت كاميرا مؤسسة الأقصى، في حين تتحدث مصادر صهيونية ان أرضية النفق المذكور هو جزء من الطريق الهيرودياني وان عملية الحفريات فيه كشفت عن آثار للتاريخ العبري المزعوم من عهد الهيكل الأول والثاني. 

انهيار ترابي بسبب الحفريات الاسرائيلية تحت المسجد

الأيام تتوالى والحفريات تستمر لتؤكد مؤسسة الأقصى في زيارة ميدانية لها انه يتمّ فتح باب تحت موقع المسجد، ويربط النفق الأخير بما تم الحديث عنه في أوائل سنوات 2004 بالقرب من خط الصرف الصحي. وفي زيارة أخرى ليست ببعيد عن الموقع المذكور وفي الجهة المقابلة لعين سلوان والمدخل الآخر الذي تسيطر عليه جمعية العاد تأكد حصول حفر لنفق آخر تم حفره ليس ببعيد عن مجمع عين سلوان.

مستوطنات يهوديات في موقع مجمع عين سلوان

وفي تحقيق لمؤسسة الأقصى علمت ان بعض أهداف الأنفاق هذه هو وَصل طرفي عين سلوان من تحت أرض المسجد بحيث يتمّ دخول المستوطنين والسواح دون الحاجة إلى صعودهم إلى الدرج العلوي الذي تسيطر عليه دائرة الأوقاف الإسلامية بشكل كامل . 

 

سلوان هي يبوس القدس الأم وعينها أوقفها الخليفة عثمان

 

في حديث لمؤسسة الأقصى مع الأستاذ زياد الزغل – بكالوريوس تاريخ وعلم سياحة وهو أحد سكان سلوان – للتعرف على بلدة سلوان، وخلفية الحفريات الصهيونية وأهدافها حدثنا أن بلدة سلوان في الحقيقة هي مدينة القدس والتي أسسها الكنعانيون وأطلق عليها اسم يبوس قائلا ان هذه حقيقة تاريخية أثبتتها الحفريات التي تمت في الفترة الأردنية في تل الضهور، والتي أثبتت أن مدينة القدس القديمة الأولى التي بناها الكنعانيون في هذه المنطقة كانت في سلوان واستمرت هنا الى أن بدأ العمران يتسع ويتوجه نحو تل موريا حيث البلدة القديمة داخل السور.

 

بيوت بلدة سلوان

ويضيف الأستاذ الزغل: وفي سلوان عين ماء مشهورة اسمها عين سلوان، وللعين أهمية حضارية تاريخية في مدينة القدس لأنها شكلت مصدر المياه الأساس منذ تأسيسها ، وغذت السكان بالمياه خلال الفترة الكنعانية، فالقدس الكنعانية كانت تعتمد على عين سلوان حتى الفترة البيزنطية، ففي عهد هيرودوس تم بناء بعض برك تجميع المياه والاستغناء شيئا ما عن عين سلوان.

 

وفي الفترة الإسلامية المبكرة اهتم المسلمون بعين سلوان فقام الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان بتوسيع العين وإعادة حفرها ووقفها على فقراء المسلمين في بيت المقدس ، ومنذ تلك الفترة أصبحت عين سلوان والأرض المحيطة بها هي أرض وقف اسلامي، تشرف عليها هيئة اوقاف المسلمين والممثلة اليوم بدائرة الاوقاف الاسلامية في القدس.

 

وعين سلوان عبارة عن نفق صخري تحت الارض مساحة 533 مترا حتى يصل الى " بركة عين سلوان " في الجهة المقابلة مما يعرف بوادي الحلوة حيث مجمع عين سلوان.

 

ويحدثنا التاريخ في مصادره أنّ للماء أهمية أساسية في حياة الناس والشعوب وخاصة القديمة منها فقد كانت التجمعات السكانية تتبع الماء اينما وجد وبالتالي كان اختيار الكنعانيين لعاصمتهم يبوس في موقع هذه العين مما يعني انها كانت موجودة قبلهم ايضا وقد تم توسيع العين وحفر القناة في العصر الكنعاني وكانت ضمن اسوار المدينة من أجل استمرارية تزويد السكان بالماء في فترات الحصار وكل من تعاقب على هذه المنطقة من أمم وشعوب كان يعتني بهذا المصدر المهم لحياة الانسان وكان يحافظ على استمرارية جريان هذا الماء.

 

وأوردت المصادر كثيرا من الروايات حول اهمية عين سلوان في الفترة الاسلامية واقدم رواية تقول أن الخليفة عثمان بن عفان قد اوقف هذه العين وما حولها على اهالي بيت المقدس كما ذكر القدسي في كتابه (احسن التقاسيم) وفي الفتح الثاني للقدس (صلاح الدين الأيوبي) قام بوقف البلدة بما فيها العين بكاملها على المدرسة الصلاحية وبذلك اعاد استمرارية القرية والعين كوقف اسلامي صحيح وكانت الأوقاف طيلة الألف سنة الماضية أي منذ الفتح الصلاحي ولا زالت تشرف على العين وتجبي متحصلات أوقافها وقد وردت سجلات للاوقاف وترجع الى بدايات القرن التاسع عشر الميلادي تحوي مجموع المبالغ المتحصلة عن كل قطعة ارض في سلوان بما فيها العين .

 

وقد قال الشاعر واصفا عين سلوان :

وبعين سلوان التي في قدسها    طعم يوهم أنه من زمزم

 

أما الشاعر حسين الشاعر فقال في معلقته " سلوان بلدتي"

من عين سلوان الطهور قد ارتوت      جند الفتوح الشيب والشباب

عرّج على البستان إما زرتها            فالتــين في ارجائه فيان

حط الفراش مداعبا أغصانه            فتزخرفت بحمالة الاغصان

 

 

مجمع عين سلوان – مركز تاريخي حضاري

 

أما السيد فخري ابو ذياب – عضو لجنة الدفاع عن اراضي وعقارات سلوان وأحد سكانها – فتحدث لمؤسسة الأقصى قائلا : بلدة سلوان تقع جنوبي المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومساحتها 5670 دونم ويسكنها نحو 43 ألف نسمة وهي مترامية الأطراف يحدها من الشمال المسجد الأقصى والسور القديم للمدينة وحي المغاربة الذي دمره الاحتلال الصهيوني عام 1967 ومن الغرب حي الثوري ، ومن الجنوب اراضي بيت صفافا وجبل المكبر ومن الشرق قرى ابو ديس والعزيرية والطور ورأس العامود .

 

أما مجمع عين سلوان فهو قلب سلوان بحيث يعتبر مركز قرية سلوان ويشمل أهم مركز تاريخي حضاري بالنسبة لعين سلوان فقد تجمع اجدادنا حول العين من اجل الزراعة والمعيشة ، هذا المجمع يشمل بالاضافة الى عين سلوان مسجد قديم جدا وهو أول مسجد بني في بلدة سلوان بالاضافة الى مستوصف قديم جدا وما زال المستوصف موجود كتذكار بسبب توسع المستوصفات في القدس ، هناك روضات لأطفال ، وكان في المنطقة ممر رئيسي يوصل سلوان مع البلدة القديمة، منذ قديم تاريخ سلوان وحتى 2005  حيث تمّ إغلاقه بسبب الحفريات الصهيونية.

 

ويضيف هنا زياد الزغل في نهاية الفترة العثمانية تقريبا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قررت الدولة العثمانية بناء هذا المسجد بطابقه السفلي فهو مسجد عثماني ، فهم اهالي البلد بناء الطابق الثاني ، ومع نهاية سنوات الثمانين ونتيجة حاجة الحي قام اهالي الحي بناء روضة تتسع 180 طفل وطفلة يدرسون التعليم المبكر ، بالاضافة الى مستوصف التابع لنادي سلوان والذي يقدم بعض الخدمات الطبية لاهالي الحي ، والذي تعطل مع بدء عملية الحفريات وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي الى هذا المستوصف .

  

تصدعات في الروضة والمسجد وأخطار على الأطفال

 

هذا وتقوم شركات وجهات صهيونية كما ذكر بأعمال الحفريات تحت أرض مجمع عين سلوان مما أدى الى حدوث تشققات في مبنى الروضة كما أدى الى تشققات في جدار مسجد عين سلوان ، فيما تمّ إغلاق الطريق الواسع الواصل أسفل بلدة سلوان بالمسجد والروضة ، حيث يجبر الأطفال الى سلوك طريق طويلة ملتفة وتمّ وضع سياج حديد بالقرب من الشارع الاسفلتي المحاذي ، الأمر الذي يعرض كما أفاد السيد فخري ابو ذياب والأستاذ زياد الزغل أطفال الروضة الى مخاطر عدة وبالفعل فقد أصيب عدة أطفال بإصابات ووقعت عدة حوادث طرق في الشارع المحاذي للمسجد والمار بطريق وتدي حلوة الرابط بمدينة القدس ، كما أدى إغلاق الطريق المذكور الى أغلاق المستوصف وقلة عدد المصلين الذين يؤمون المسجد وخاصة كبار السنّ ، بالأضافة الى الإزعاج اليومي لسكان المنطقة وبالذات أطفال الروضة ورواد المسجد .

 

الاستهداف الصهيوني لدعاوى تلمودية

 

يذكر السيد فخري لنا ان اليهود والمستوطنين يستهدفون بلدة سلوان بشكل كبير جدا، بادعاءات توراتية عقائدية منهم بحيث يدعون انها هذه المنطقة هي بداية دولة اليهود، وأنّ الهدف من وراء هذه الحفريات هو الهدف الاستيلاء على كل منطقة سلوان ، وهذه المناطق بالذات لتهجير السكان وهم يقولون بشكل صريح نحن نريد الأرض.

 

ويؤكد السيد فخري ابو ذياب ان بعض الأنفاق حفرت بطول 30الى 40متر تقريبا ، وبعضها وصل الى  اسفل بعض البيوت  ،كما ويؤكد ابو ذياب ان المستوطنين يحاولون بكل طريق الاستيلاء على بعض البيوت وقد حاولوا فعلا شراء البيوت قبل فترة ولم يستطيعوا ، ثم احتالوا على صاحب البيت بما يسمى بأملاك الغائبين.

 

ويضيف السيد فخري الحقيقة المؤسسات الصهيونية عن طريق ذراع خاص لهم يسمونه " جمعية العاد" جمعية للمستوطنين يحاولون الاستيلاء على كل ما يستطيعون من هذه البلدة في كل وسيلة ان كانت قانونية شرعية أو غير شرعية او بتزوير بعض المواقع المهمة التي لا تباع ولا تشترى، مواقع أثرية او مواقع إسلامية أو روضات اطفال ،  مدارس ، هذه المواقع لا يمكن الاستيلاء عليها بأي وسيلة ، فيبحثون عن وسائل  أخرى منها الحفر والتنقيب على الآثار تحت البيوت حتى تهدم ويصبح الدخول إليها صعب ومن ثمّ يمنعون السكان من الدخول إليها.

 

ويخلص السيد فخري ان الهدف هو إقامة ما يسمونه " مدينة داوود " ، بالإضافة إلى ترحيل السكان الفلسطينيين من المكان ، والوصول من خلال هذه الأنفاق الى ساحة البراق ومن ثم الدخول من تحت الأرض الى المسجد الأقصى المبارك.

 

الأستاذ زياد الزغل يذكر لمؤسسة الأقصى في تحليله ودراسته لسبب الحفريات الصهيونية في منطقة سلوان ومجمع عين سلوان أنّ سلوان مهمة جدا في بناء الأسطورة اليهودية الصهيونية. فمثلا عين سلوان يدعونها بعين جيحون ، والحفريات في منطقة سلوان هي امتداد للحفريات في منطقة البلدة القديمة والتي تقوم به اسرائيل لإثبات وجودها التاريخي في المنطقة، والحفريات الأثرية ليست حفريات أثرية بالمعنى العلمي البحت بل هي حفريات تترافق مع نشاط استيطاني قوي في منطقة سلوان، فالحفريات هنا تقوم بها جمعية العاد الاستيطانية بالتعاون مع بلدية القدس ودائرة الآثار الصهيونية تهدف الى استكمال مشروع تهويد منطقة سلوان بالكامل، وهي حاليا وصلت الى مراحل متقدمة في تهويد منطقة وادي حلوة ، التي تشكل العين جزءها السفلي والتي تعرف لديهم باسم " مدينة داوود" ، وهي بالتالي تريد ان تحفر تحت مسجد عين سلوان وتحت العين نفسها ، وهذا مما أدى الى تصدع الأبنية في الروضة وفي ساحة المسجد ، وهذا الأمر يؤدي الى هجر المكان نحو تهويده وتحويله الى منطقة يهودية بالكامل ، وهذا طبعا يترافق مع مخطط هدم منازل الفلسطينيين من أهل سلوان في حي البستان التي أثيرت قبل عام ، المخطط هو تهويد شامل للمنطقة.

 

وهنا نستذكر إقامة مستوطنة يهودية في منطقة رأس العامود المتاخمة لبلدة سلوان، ويترافق أيضا مع تهويد منطقة باب المغاربة وهدم الطريق المملوكي الواصل إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، كل هذا يأتي في إطار مشروع واحد تهويد منطقة القدس وإخلائها من السكان.

 

وينفي الاستاذ الزغل الادعاءات الصهيونية ويقول: الحاصل حاليا أن معظم الحفرية في المنطقة تثبت أن معظم الآثار الموجودة هي من الفترة البيزنطية وهناك آثار تعود الى الفترة الاسلامية ، هم يريدون النزول الى طبقات ما دون الفترة البيزنطية وبالتالي هذه الآثار اليوم لا تهمهم، هم يريدون النزول الى أسفل هذه الآثار لعلهم يجدون شيئا من أسطورتهم التاريخية الكاذبة، اما الطريق الهيرودياني فلا يمت الى التاريخ اليهودي بصلة فهو من فترة هيرودس الذي تزامن وجوده في القدس في فترة ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام.

  

مساعي لإيقاف الحفريات ومخاطرها

 

اما عن مساعي ايقاف الحفريات ومساعي تهويد سلوان، فيصرح السيد فخري أبو ذياب :" حقيقة نحن نجابه دولة ، وأقول اننا خلال متابعتنا لهذا الملف وجدنا ان مؤسسات او جمعيات يهودية بتصرفاتها الواقعية هي فوق القانون ، ومنها جمعية  العاد وانا اتحمل مسؤولية ما أقول هم فوق القانون ، ويضيف ابو ذياب :"

 الذي بوسعنا عمله حشد اهل البلد والمناصرين والتوجه الاعلام والهيئات الدولية ".

 

ويؤكد السيد فخري مرة أخرى "أنّ هذه القضية مربوطة بالصراع العقائدي بيننا وبينهم ،  الصراع  اما نحن او هم ، هم يقولون انهم هم الباقون ،ونحن نتحداهم  نحن الذين سنبقى لأننا نحن وآباؤنا واجدادنا ولدنا في هذا الموقع وسنبقى فيه الى ان يرث الله الارض ومن عليها ".

 

الأستاذ زياد الزغل من جهته يؤكد أن التواجد المكثف والتواصل مع المسجد في عين سلوان يسهم في إبعاد أخطار الاستيلاء الصهيوني على المكان ويقول : " خلال السنتين الماضيتين قام أهالي بلدة سلوان بتشكيل لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان وهناك جهود شعبية تنفذ في هذا الإطار أيضا والمطلوب تكثيف التواجد في هذه المنطقة والتواصل مع المسجد لحماية منطقة مجمع عين سلوان من الاستيطان اليهودي ".

  

مدينة داوود المزعومة وحفريات واسعة

 

تعكف جمعية العاد المشار اليها بأنها الأكثر نشاطا في تهويد بلدة سلوان بتنفيد مخططها المتدرج حيث استولت على مناطق من سلوان في أعلى واد حلوة على بعد امتار من المسجد الأقصى ، كما واستولت على النفق الصخري لمنابع عين سلوان وقامت بحفريات واسعة في المنطقة وقبل أشهر وبعد تنفيذ مشاريع انشائية قامت مجددا بافتتاح ما أسمته " مركز الزوار لمدينة داوود " كجزء من مخطط " مدينة داوود "، والذي يحوي مسارات في نفق عين سلوان ينتهي ببركة عين سلوان بالقرب من مسجد عين سلوان، وخلال هذا المسار الذي يترافق مع مرشدين من قبل " العاد" يتمّ تقديم الشروح عن اسطورة مدينة داوود واقامة الهيكل الاول والثاني والمساعي لإقامة الهيكل الثالث، كما وقامت جمعية " العاد هذه " بانشاء موقع جديد لها على الانترنت تروج من خلالها لمزاعمها وتقوم بحملات اعلانية واعلامية واسعة النطاق في مساعيها لاستقطاب الجمهور واقناعه بمزاعم التاريخ العبري لمنطقة سلوان.

 

هذا وفي زيارة لمؤسسة الأقصى الى مركز العاد المذكور ومحيطه أظهر عن مواقع حفريات في عدة مواقع بعضها جديد وآخر متواصل وأخر متوقف الى حين ، وكل مواقع الحفريات هذه قريبة جدا الى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية والى السور الغربي للمسجد الأقصى حيث ساحة البراق وباب المغاربة ، مما يشير الى أبعاد مخطط جمعية "العاد" الاستيطانية في الاستيلاء على المكان ومحاولة تحقيق الاسطورة التلمودية.

 

تواجد مكثف للمستوطنين في سلوان

 

كما في زيارات عدة لمؤسسة الأقصى لمنطقة سلوان وبالذات في موقع الحفريات في مجمع سلوان لوحظ تواجد للمستوطنين بشكل متصاعد يقومون بجولات واستحمام في مجمع العين يتبعه زيارة الى موقع الحفريات أسفل المسجد يترافق مع شروحات عن تاريخ يهودي مزعوم في المنطقة ومحاولة ربطه بقضية الهيكل وبناء الهيكل الثالث المزعوم ، كما يقومون باقتحام مدخل العين دون وازع او التفات ان الموقع تابع لإدارة الاوقاف وهناك أكثر من لافتة تبين ذلك .

 

كما سجلت مؤسسة الأقصى استيلاء مكثف للمستوطنين على بيوت في منطقة سلوان خاصة في المحيط القريب من عين سلوان وما يسميه المستوطنون بـ " مدينة داوود " ، وشوهدت الأعلام الصهيونية ترتفع على أسطح المنازل في عدة مواقع .

 

 

مع اقتراب الموسم الدراسي : ترقب في روضة المسلم

 

هذا وتعيش إدارة روضة "الطفل المسلم" الكائنة في مسجد عين سلوان بواد حلوة في سلوان صراع وقلق على مصير الروضة، وأطفالها مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد.

 

وقالت مديرة الروضة فايزة صيام في تصريحات صحفية لها : "لا ندري ما هو مصير الروضة والمسجد في ظل ما تقوم به جمعية "العاد" الاستيطانية من حفريات بمحاذاة المسجد والروضة، تسببت بتصدعات وتشققات في الجدران دون اكتراث أو مبالاة من الأضرار التي ستلحقها في المكان نتيجة استمرارية هذه الحفريات".

 

وأشارت إلى أن العاملين لم يكتشفوا أي شيء في المكان سوى قطع نقدية كتب عليها عبارة "لا اله إلا الله" وأواني فخارية طوال ثلاث سنوات".

 

وأضافت: "نخشى أن تكون هذه الحفريات عبارة عن ذريعة للوصول إلى المسجد، خاصة وأن المتطرفين اليهود يبدون اهتماما بالمنطقة، علما أن الروضة والمسجد موجودان بمحاذاة عين سلوان التي يقصدها الكثير من السواح من كافة أرجاء العالم".

 

وقد طمأنت صيام أهالي أطفال الروضة بأنها آمنة ولا يوجد ما يمس حياتهم بضرر، مشددة على أن الإدارة تهتم بسلامة الأطفال وحياتهم وعبرت عن إصرارها على فتح أبواب الروضة في بداية العام الدراسي.

 

وأوضحت أن مشكلة تصدع جدران ساحة الروضة والمسجد بدأت منذ قيام عمال الآثار الصهيونية بالتنقيب في الشارع المحاذي للمسجد حتى وصلت الحفريات لعمق يبلغ نحو 12 مترا، علما أن مكان هذه الحفريات كان شارعا يصل منطقتي حي البستان بواد حلوة يبلغ طوله نحو 50 مترا، وقد أهملت بلدية القدس إصلاحه لعدة سنوات وبدل إصلاحه أعلنت قبل نحو ثلاث سنوات عن اكتشاف آثار فيه.

وقد تفاقمت المشكلة قبل نحو عشرة أشهر في نهاية السنة الدراسية، حيث برزت التشققات في جدران المسجد والروضة، مع العلم أن إدارة الروضة راجعت البلدية بخصوص هذه التشققات، فحضر مهندسوها للمكان، وأصدروا أمرا بإخلاء الساحة من الأطفال، ومنعهم من التواجد فيها، ووعدوا بإصلاح هذه التشققات في اقرب فرصة.

وقالت صيام "ليس من المعقول أن يتم احتجاز أطفال روضة داخل صفوفهم فالساحة تعتبر أساسية للعب الأطفال، ولا يمكنهم الاستغناء عنها" وأضافت: "لقد فوجئنا في شهر نيسان/أبريل الماضي بزيارة مهندسي البلدية للمكان مرة أخرى، وتنصلهم من القيام بالتصليحات التي وعدوا بها مسبقا بحجة أن التشققات نتجت عن تدفق مياه الأمطار وليس الحفريات، مع العلم أن السور موجود منذ أكثر من 50 عاماً"، وتساءلت: "وهل مياه الأمطار أصبحت تشكل ضررا على الجدران هذا العام فقط".

 

وطالبت المديرة دائرة الأوقاف الإسلامية بالتحرك سريعا لتحمل مسؤولياتها حيال هذا الوقف الإسلامي، مناشدة المؤسسات القانونية والحقوقية ومنظمة "اليونسكو" ومؤسسة "اليونسيف"، وكافة الغيورين على حياة الأطفال التدخل من أجل إبعاد الضرر عن الروضة والمسجد وإصلاح الجدران.

 

والجدير بالذكر أنه يستفيد من الروضة 180 طفلا وطفلة ويعمل فيها عشرة عاملين وعاملات، وتضم مرحلتي "البستان" و"التمهيدي" في سبع غرف وساحتين.

 

وفي حديث مع السيد آدم عوض خادم المسجد والذي يتواجد في المكان منذ عشرات السنين أكد لنا مخاطر الحفريات الصهيونية في الموقع وقام برفقتنا لجولة ميدانية للإشارة الى مواقع التشققات في بناء روضة المسلم وساحة مسجد عين سلوان ، وقد بدى عليه التأثر بما آلت اليه الأوضاع في مجمع عين سلوان الاّ انه يؤكد أهمية تواصل الرباط في المسجد لحمايتها من كل المعتدين .

 

الحسيني : "العاد " هي بمثابة دولة في قلب دولة

 

ولاستيضاح موقف دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس حول ملف مجمع عين سلوان قال المهندس عدنان الحسيني – مدير أوقاق القدس – في حديث له: " بالنسبة للحفريات في منطقة عين سلوان كان لنا اتصال مع البلدية وقد حضر قسم المباني الخطرة الى الموقع ورأى المستوطنين الذي يقومون بالحفريات في محيط المسجد والروضة ، نحن طبعا نرفض مبدأ الحفريات ، فهذه الحفريات هي حفريات غير قانونية تنفذ في أماكن هامة جدا ذات طابع أثري بالنسبة للمسلمين، وبالتالي كنا نتلمس ان الخطر سيحصل ، ولفتنا النظر ان الجهات الاستيطانية في سلوان تسعى لوضع اليد على العين وعلى مجمع العين ، وبالتالي القضية مستمرة منذ 15 سنة ، وكانت البلدية قد وعدت بتصليح التصدعات ولكنها الى الآن لم تحرك ساكنا ، على كل حال نحن نتابع الموضوع ونحمّلهم المسؤولية عما يجري للمسجد والروضة .

 

اما حول الأهداف الصهيونية من هذه الحفريات فقال الحسيني : "هذه الحفريات هي حفريات تهدف الى محاولة ايجاد تاريخ يهودي في المنطقة بشكل أو بآخر وهذه الحفريات لم تخرج بشيء سوى التكهنات ، وهي بالتالي محاولة ايجاد تاريخ غير موجود أصلا ".

 

وعندما سئل المهندس الحسيني كيف انّ الجهات الصهيونية تحاول احكام سيطرتها على المكان قال :" يا أخي المستوطنون هناك هم حكومة، البلدية تأخذ منهم الإذن منهم، الآثار يذهبون هناك كزوار، "العاد" الجهة المسؤولة عن تهويد منطقة سلوان هي المسؤولة عن كل شيء هناك، هي دولة في قلب دولة، وبالتالي التعامل في منطقة سلوان كان معقدا جدا  ومع ذلك نحن نقول أن هذا الموقع هو موقع تاريخي قديم ووقف اسلامي وواجبنا ان نحافظ عليه وكل ما يحصل في مجمع عين سلوان هو اعتداء نرفضه".

 

 

مؤسسة الأقصى تحذّر: يبوس القدس تستصرخ ، انقذوني من الأخطبوط الصهيوني:

 

لما ذكر فإنّ مؤسسة الأقصى تحذّر من هذا المخطط الصهيوني الكبير والذي لا يخفى مدى خطورته على المسجد الأقصى ومحيط المسجد الأقصى وتدعو العالم العربي والاسلامي الى الاستجابة الى نداء سلوان التي تقول انا يبوس القدس الأم أستصرخكم ان أن انقذوني من الأخطبوط الصهيوني قبل فوات الأوان.

 

ولعل ما يدعو الى الاستعجال في وضع خطة عملية لإنقاذ سلوان والتي تعتبر خط الدفاع الجنوبي للمسجد الأقصى ما أفصحت عنه مصادر قانونية مطلعة قبل أيام عن مصادقة بلدية القدس عن مشروعين استيطانيين في المدينة المقدسة، مشيرة إلى أن الأول في منطقة سلوان والثاني في الشيخ جراح، وأكدت المصادر التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها أن المشروع الأول قدمته "جمعية العاد" الاستيطانية وأن هذا المشروع تم المصادقة عليه وبانتظار بعض الإجراءات الإدارية والفنية من أجل الشروع في التنفيذ، مؤكدة أن ذلك سيكون قريباً بعد أن قامت هذه الجمعية بحملة جمع تبرعات في الولايات المتحدة وأوروبا جمعت بموجبها مبلغاً كبيراً لصالح تهويد المدينة المقدسة وخاصة البلدة القديمة منها، وحسب المصادر فإن هذه الجمعية ميزانياتها المالية ضخمه جداً، وتنفذ وتقوم بجميع الأعمال التي يجب أن تقوم بها مؤسسات وزارية صهيونية مثل دائرة الآثار العامة، سلطة الطبيعة، وتتدخل في عمليات المسح والتخطيط إذ يرتبط عناصرها بعدد كبير من المسؤولين في الأحزاب الدينية الصهيونية المتطرفة المشاركة في الحكومة وخارجها، وكذلك في بلدية القدس وأضافت أن "العمل الصهيوني في منطقة سلوان يتم بصورة بطيئة وبأساليب وإجراءات مدروسة ومخطط لها من أجل الوصول إلى الهدف الصهيونيي الرامي إلى ربط ما يسمونه بـ (مدينة داود) من باب المغاربة، وحتى عين سلوان وتهويدها وتهجير أصحابها الفلسطينيين منها في مقدمة لزج المزيد من المستوطنين المستجلبين من الخارج، وأوضحت أن المخطط في سلوان الاستيطاني قد شارف على الانتهاء وأن جزءاً من الإجراءات والمخططات قد تم تنفيذها فعلاً، وأن المسألة برمتها ترتبط بالوقت المناسب للتنفيذ وبخطوات من قبل أصحاب المشروع.

 

وعليه فإنّ مؤسسة الأقصى تدعو وسائل الإعلام جميعا الى الاهتمام بفحوى التقرير هذا كما وتدعو القنوات والفضائيات العربية الى اعداد التقارير المصورة لكشف المخطط الصهيوني الخطير ، وتعلن مؤسسة الأقصى استعدادها مع الجميع للقيام بزيارات ميدانية للموقع والتنسيق الكامل في سبيل اعداد التقارير المناسبة ، كما وتعلن مؤسسة الأقصى انّ بحوزتها ملف من الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية التي تحدث عنه التقرير بكل تفرعاته وحيثياته.

 

المصدر:مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة