نشرة الأقصى الإلكترونية

"مؤسسة الأقصى" تحذّر من تصاعد الاستهداف الصهيونيّ لحائط "البراق" وتدعو إلى تحرّكٍ إسلاميّ وعربيّ عاجل

 

نابلس، الأربعاء 12-7-2006م - دعت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، العالم العربي والإسلامي وكلّ المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الشعبية التي تُعنى بشؤون القدس والمسجد الأقصى، إلى تحرّكٍ عاجلٍ وفاعلٍ بأسرع ما يمكن لإحباط مشاريع باشرت بها حكومة الكيان الصهيونيّ وأخرى تسعى إلى تنفيذها قريباً مؤسسات صهيونية في منطقة حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصى.

ويشكّل تنفيذ هذه المشاريع الصهيونية خطراً مباشراً على المسجد على المستوى القريب والبعيد.

كما حذّرت المؤسسة في الوقت نفسه من تصاعد الاستهداف الصهيوني لحائط البراق بشكلٍ خاص والمسجد الأقصى ومحيطه. ورأتْ أنّ الدلائل على الأرض تشير إلى أنّ المؤسسة الصهيونية وأذرعها المختلفة تسعى بشكلٍ محمومٍ لبسط سيطرتها وتكريس احتلالها الأقصى المبارك والقدس الشريف.

وقالت مؤسسة الأقصى في بيانٍ لها، وصل المركز الفلسطينيّ للإعلام نسخةٌ منه: "لا تَدَع الإعلانات والتقارير الصحافية التي تنشرها وسائل الإعلام الصهيونية بشكلٍ مستفيض في الأيام الأخيرة مجالاً للشك أنّ المؤسسة الصهيونية وأذرعها وشركاتها المختلفة قد وضعت مخطّطاً بدأت بتنفيذه لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، وقد وضعت حائط البراق -الذي يُعَدّ جزءً لا يتجزأ من المسجد الأقصى- في بؤرة استهدافها المباشر لتكريس احتلالها للمسجد الأقصى والبلدة القديمة".

وتساءلت: "ماذا يعني إعلان بلدية الاحتلال في القدس عن أعمال توسعيّة في ساحة حائط البراق –والتي تحتلها المؤسسة الصهيونية منذ عام 1967 وتستعملها زوراً وبهتاناً مصلّى لليهود بأغلبها للرجال وقسما للنساء وتسمّيها باطلاً ساحة المبكى- تلبيةً لطلب المصلّيات اليهوديات مما يعني إزالة طريق باب المغاربة بشكل كامل!؟؟".

وأضافت: "ماذا يعني اعتراف جهات صهيونية بوجود حفرياتٍ جديدة تحت وفي محيط المسجد الأقصى؟! وماذا يمكن تفسير نشر فصلٍ في كتاب صهيونيّ جديد يذكر أنّ حائط البراق مسجّل في الطابو الصهيوني كملك دولة؟!".

وأكدت المؤسسة أنّ كلّ ما يُنْشَر ويجري تنفيذه على أرض الواقع يشكّل خطراً مباشراً وفورياً على المسجد الأقصى لملاصقته للمسجد، وأنّ المؤسسة الصهيونية تستغلّ المنطقة للانقضاض عليه. ثمّ إنّ كلّ متابعٍ لهذه المشاريع يعرف أنّ كلّ ما تقوم به المؤسسة الصهيونية والجهات المدعومة من الحكومة، إنما يندرج في المراحل المتدحرجة والمتواصلة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى.

وطالبت مؤسسة الأقصى في بيانها العالم العربي والإسلامي بالتحرّك السريع لإحباط المشاريع الصهيونية، وقالت: "ولما ذُكِر سالفاً، فإنّنا نوجّه دعوةً إلى العالم العربي والإسلامي والمؤسسات الرسمية والشعبية والهيئات الفاعلة التي تُعنى بشؤون القدس والمسجد الأقصى إلى التحرّك السريع لإحباط كلّ هذه المشاريع الصهيونية الخطيرة؛ والتي سيكون لها إسقاطاتها على مستقبل المسجد الأقصى المبارك".

وأضافت: "نقول بكلّ صراحةٍ: إنّ الوضع لا يُحتَمل التأجيل أبداً.. ولذا فإنّ على الجميع وضع الخطط العملية للدفاع عن المسجد الأقصى والتصدّي بكلّ الطرق المشروعة للاستهداف الصهيوني المتصاعد بحقه وبحق مدينة القدس الشريف".

وكانت صحفٌ صهيونية عدة نشرت مؤخّراً تقارير عن البدء بتنفيذ أكبر توسعة في ساحات حائط البراق، ولأول مرة منذ عام 1967، وذلك بعد استجابة رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلّة، أوري لوفوليانسكي، لطلب المصلّيات اليهوديّات في ساحة الحائط، حيث طالبْنَ بتخصيص مساحةٍ مساوية لهنّ لأداء الصلاة كما هي مساحة الرجال.  

وتوجّه رئيس البلدية الصهيونيّة إلى مكتب رئيس الحكومة بالطلب، على أنْ يتسنّى ذلك بواسطة تغيير "مسار" طريق باب المغاربة، وإلصاقها قدر الإمكان بمحاذاته، والعمل على التوسعة باتجاه الجنوب، الأمر الذي يعني هدم التلَّة الترابية والطريق المؤدّية إلى باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى، كما قالت المؤسسة في بيانها.

وذكرت الصحف الصهيونية أنّ مكتب رئيس الحكومة وافق مبدئياً على كلّ خطة في هذا السياق يتمّ التنسيق فيها ما بين بلدية الاحتلال في القدس والجهات المختصة. ونقلت مصادر صحافية أقوالاً للرّاب "شموئيل ربينوبتش" –والذي يُلَقّب صهيونياً بأنّه راب المبكى والأماكن المقدسة– قال فيها: "إنّ الدخول إلى المسجد الأقصى "جبل الهيكل" -حسب تسميته- من باب المغاربة سيكون بواسطة جسر علوي."

وبحسب مؤسسة الأقصى، فإنّ هذه التقارير الصهيونية لا تدَعُ مجالاً للشك أنّ المؤسسة الصهيونية وشركات تابعة لها ستقوم بهدم طريق باب المغاربة، "خاصةً إذا أضَفْنا ما نشرته صحيفة (هآرتس) مؤخّراً بهذا الخصوص والإعلان نقلاً عن سلطة الآثار الصهيونية أنّ أعمال حفرية سيتمّ تنفيذها عند باب المغاربة".

في سياقٍ متّصلٍ، نشرت مواقع إلكترونية صهيونية تقارير تمّ الإعلان فيها عن حفريات تحت المسجد الأقصى ومحيطه القريب، وذكرت هذه التقارير أنّ حفرياتٍ تجري في أنفاق ملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى تحت مسمّى "أنفاق المبكى"، حيث ادّعت أنّه تمّ الكشف عن مَطْهَرةٍ ممّا أسماه "عهد الهيكل الثاني". وزعمتْ أنّ الكشف تمّ خلال أعمال صيانة وحفريات في المنطقة "المحاذية للمسجد الأقصى".

وعقّبت مؤسسة الأقصى على هذا بتأكيدها أنّ ما تمّ نشره في هذا السياق هو بمثابة اعترافٍ صهيونيّ واضحٍ باستمرار الحفريات تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، وهو الأمر الذي كشف عنه الشيخ رائد صلاح –رئيس الحركة الإسلامية– وتحدّث عنه تكراراً ومراراً.

وتابعت: "إنّ كلّ التقارير العلمية والأثرية الموضوعية أكّدت أباطيل الحديث عن بقايا آثار للهيكل في القدس كلّ القدس وبضمنها منطقة المسجد الأقصى".

وكان الشيخ صلاح قد كشف أيضاً قبل أشهر عن قيام المؤسسة الصهيونية ببناء ما أسموه "قافلة الأجيال" في موقعٍ ملاصق للمسجد الأقصى، وهو ما تحدّثت عنه الصحف الصهيونية في عددها أمس الإثنين (10/7) عن افتتاح هذا المركز رسمياً أمام الجمهور العام قبل يومين.  

 

وفي مسلسل الادعاءات الصهيونية الباطلة نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مؤخراً خبراً بعنوان: "حائط المبكى (أو على الأقل جزءٌ منه) مسجل على اسمنا بالطابو". وتحدّث الخبر عن كتابٍ لمؤلف صهيوني اسمه د. شموئيل بركوفيش "باسم "מה נורא המקום הזה"، وتعني: "ما أعجب هذا المكان"، يتكلّم فيه عن اقتراح الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 2000 حول حلّ ملف المسجد الأقصى؛ والذي اقترح فيه تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود بحسب معيار: "ما فوق الأرض للمسلمين وما تحته لليهود".

وقدّم للكتاب القاضي الصهيونيّ المتقاعد "مائير شمجار" –رئيس المحكمة العليا الصهيونيّة سابقاً– وهو عضوٌ في لجنة صهيونية تُعرّف نفسها على أنها ناشطة في منع الهدم في جبل الهيكل، سعت وما زالت بالضغط الفاعل لمنع أيّ أعمال ترميم في المسجد الأقصى.

كما ويتطرّق الكتاب المذكور إلى قضية إنكار المسلمين لوجود الهيكل. ويأتي الكاتب "بادّعاءاتٍ" لوجود الهيكل، وفي الفصل الأخير وبحسب "هآرتس" يدّعي الكاتب أنّ الكيان الصهيونيّ لم يقمْ بتسجيل الحائط الغربي بالطابو رسمياً بدايةً حتى لا يُفَسّر الأمر وكأنّه تنازل عن ما يسمّيه "جبل الهيكل" إلا أنّ جزءاً من الحائط الغربي تمّ مصادرته وتسجيله كعقارٍ تابع للكيان وهو الجزء ما بين الزاوية الجنوبية الغربية وبناية المحكمة على طول ارتفاع الحائط الغربي للمسجد الأقصى.

من جهتها، أكّدت مؤسسة الأقصى أنّ حائط البراق هو وقفٌ إسلاميّ وجزءٌ لا يتجزّأ من المسجد الأقصى وكلّ الإجراءات الصهيونية والطابو بادعاء الملكية باطلة بنصّ الحكم الشرعي الفقهي الإسلامي وبنصوص الحقائق التاريخية وكذا قرارات اللجان الدولية.

 

وفي خطوةٍ لرفع الاهتمام الشعبي الصهيوني والضغط باتجاه تسريع بناء الهيكل الثالث المزعوم، فقد تمّ مؤخّراً نقل مجسّمٍ كبيرٍ للهيكل الثاني يمتدّ على عدة دونمات من منطقة "هولي لاند" في القدس المحتلة إلى متحفٍ صهيونيّ بالقرب من مقرّ الكنيست. وقد استمرّ العمل لتنفيذ هذا المجسّم أشهراً طويلة، وافتتح رسمياً قبل أيام للزوّار.  

وقد أفاد القائمون على هذا العمل أنّه يهدف إلى زيادة جمهور الزائرين لهذا المجسّم، "ولا شكّ لأنّ قربه من الكنيست الصهيوني -حسب أقوالهم- يساعد على ذلك".

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة