نشرة الأقصى الإلكترونية

"ملتقى القدس الإعلامي" في بيروت يطلق حملة دولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ويعلن عن تأسيس رابطة "إعلاميون من أجل القدس"

 

 

بيروت ـ الأحد 9-7-2006م - "استطعنا إطلاق رابطة إعلامية من أجل القدس وحملة دولية ذات بعد إنساني لرفع الحصار والجوع والحرمان عن الشعب الفلسطيني بالاشتراك مع عدة مؤسسات وجمعيات على مستوى العالم"، هذا ما صرّح به محمد أكرم العدلوني، الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية في ختام أعمال "ملتقى القدس الإعلامي" والذي نظمته مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس في العاصمة اللبنانية بيروت يومي السبت والأحد (1-2/7)، ويأتي هذا الملتقى في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها المؤسسة والشبكة لتنسيق الجهود من أجل دعم الشعب الفلسطيني المحاصر ونصرة القدس، إضافة لمهمة رفع مستوى الأداء الإعلامي للمؤسسات الإعلامية لمواجهة مخاطر الإعلام الصهيوني.

ومنذ تأسيسها، كان العمل الإعلامي الواعي والمنفتح والساعي إلى تعريف جماهير الأمة بواقع قدسها وتعبئتها وتحفيزها لنصرتها من الأهداف الأساسية لمؤسسة القدس، ومن الأركان التي تدعم عملها طويل الأمد لحفظ مدينة القدس وتثبيت سكانها.

مؤسسة القدس الدولية، كما تقدمّ نفسها عبر مطبوعاتها ومنشوراتها؛ هي"مؤسسة مدنية مستقلة تضم شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، غايتها العمل على إنقاذ القدس، والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في إطار مهمة تاريخية لتوحيد الأمة بكل أطيافها الدينية والفكرية والثقافية والعرقية من أجل إنقاذ القدس عاصمة فلسطين"، وترى المؤسسة في نفسها أنها " مؤسسة تتعدَّى البرامج الإغاثية إلى التخطيط المرحلي والاستراتيجي لخدمة مدينة القدس وتأمين حاجات سكانها".

وتسعى مؤسسة القدس إلى أن تكون "أكبر وأوسع إطار مدني عربي وإسلامي وعالمي، يجمع ويمثل ألوان الطيف الفكري والسياسي والديني والمذهبي والعرقي والثقافي للأمة العربية والإسلامية، وينظم جهودها للحفاظ على الهوية الحضارية للقدس وإنقاذها ودعم أهلها في الداخل والخارج في إطار مهمة تاريخية؛ هي العمل لتوحيد الأمة على تحرير فلسطين".

أما الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس التي انبثقت عن المؤتمر القومي الإسلامي الثالث، والذي عقد في بيروت في شهركانون الثاني/يناير 2000م، فهي تعنى بشؤون القدس، وتعمل على تدعيم وتعزيز صمود أبناء القدس المحتلة وتساهم في إنقاذ المدينة المقدسة، عبر المحافظة على طابعها الحضاري، والتصدي لمحاولات تهويدها وتهجير أهلها.

 

أعمال الملتقى

وقد شارك في ملتقى القدس الإعلامي واحد وثمانون مؤسسة إعلامية وخيرية من مختلف بلدان العالم، إضافة إلى العديد من الإعلاميين المتخصصين في الشأن المقدسي.

وتحدَّث في جلسة الافتتاح، كلٌّ من الدكتور محمد أكرم العدلوني، والدكتور عصام يوسف، الأمين العام لائتلاف الخير العالمي، والأستاذ أحمد عبد الكريم، رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة باسم الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة من أجل القدس، كما تم إذاعة كلمتين مسجلتين مخصصتين للملتقى الأول، للمهندس خالد أبو عرفة وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، والثانية للمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سباسطية، كما تحدث في الملتقى النائب محمد طوطح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن قائمة "التغيير والإصلاح" في القدس المحتلة.

وألقيت في الملتقى العديد من المحاضرات حول المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية والإشكاليات التي تعتري الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي فيما يتعلق بالصراع مع الكيان الصهيوني، كما تم مناقشة سبل مساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر.

وقد قدَّم المهندس رائف نجم وزير الأوقاف الأردني السابق، خلال المؤتمر محاضرة هامة حول واقع مدينة القدس والتحديات المحدقة بالمدينة المقدَّسة، وترأس هذه الجلسة الإعلامي الفلسطيني نافذ أبو حسنة، كما قدَّم الدكتور محمد حبيب الدكالي مدير المشاريع في جمعية قطر الخيرية، محاضرة حول طبيعة وأهداف العمل الإعلامي في المؤسسات الخيرية، وألقى الأستاذ فادي عيتاني مدير العلاقات العامة في الإغاثة الإسلامية، محاضرة بعنوان: "الخطاب الإعلامي والخيري وشبهة الإرهاب"، وأدار هذه الجلسة د. فواز البشتاوي مدير مؤسسة القدس ـ فرع اليمن.

أما الأستاذ عباس إسماعيل، محرر الشؤون الإسرائيلية في صحيفة المستقبل، والأستاذ حلمي موسى محرر الشؤون (الإسرائيلية) في صحيفة السفير، فقدَّما محاضرة حول القدس وموارد الإجماع الصهيوني ـ اليهودي في الصحافة (الإسرائيلية)، وأدار هذا الجلسة الأستاذ طاهر النمري رئيس الهيئة الإدارية للملتقى الفكري العربي في القدس المحتلة.

وتم خلال الملتقى أيضاً تخصيص جلسة عرضت خلالها تجارب المؤسسات في إدارة الحملات، وقد تحدَّث خلال هذه الجلسة الأستاذ هشام قاسم المدير العام لمؤسسة "جولدن فجن" للإنتاج الإعلامي، والدكتور أكرم العدلوني وآخرون.

 

"إعلاميون من أجل القدس"

وفي سياق سعيها لتحريك مختلف القطاعات الاجتماعية لخدمة القدس وقضيتها، أطلقت مؤسسة القدس وشبكة المؤسسات العاملة للقدس خلال الملتقى مشروع رابطة "إعلاميون من أجل القدس"، لتكون إطاراً تنسيقياً متخصصاً للقدس، وذلك تلبية لحاجة القضية الفلسطينية، والقدس تحديداً إلى جهد إعلامي مركَّز، واستجابة لضرورة إيجاد آلية تنسيق بين مختلف الجهات التي تقوم بحملات إعلامية للقدس وفلسطين حتى لا تتضارب هذه الحملات في مضامينها وتوقيتاتها والفئة المستهدفة منها، هذا إضافة لإدراك حاجة المؤسسات العاملة من أجل القدس وفلسطين للاستفادة من الأجواء الإعلامية المناسبة التي تطلقها المؤسسات الإعلامية لجمع الدعم المادي لخدمة القدس وفلسطين، وأيضاً الحاجة إلى تعميق الخبرات وتبادلها، وتوحيد المصطلحات وتعميمها، والاستفادة من التجارب المختلفة. وذلك حسب مشروع الرابطة الذي تقدَّمت به مؤسسة القدس الدولية للملتقى.

وتعتبر رابطة "إعلاميون من أجل القدس" إطاراً تنسيقياً، يضم شخصيات طبيعية ومعنوية، غايته التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والتدريب، من أجل رسالة إعلامية تخدم القدس والقضية الفلسطينية، وتسعى الرابطة إلى تنسيق وتكامل الجهود الإعلامية للحفاظ على القدس وقفاً لأجيال الأمة، لا يجوز التنازل عنه، وتبيان الأوضاع التي تمر بها القدس وأهلها وعموم الفلسطينيين المضطهدين في أرضهم. 

 

رسالة إعلامية

وحسب ما جاء في مشروع "إعلاميون من أجل القدس" الذي تقدمت به مؤسسة القدس الدولية للملتقى، فإن الرابطة  تسعى إلى توجيه رسالة إعلامية ترتكز على المبادىء التالية:

ـ القدس مدينة عربية إسلامية، لا تتجزأ بين شرقية وغربية، وحقنا فيها ثابت، بغض النظر عن زمن احتلال أي جزء منها، وهو أمر يجب أن تعكسه المعلومة والمصطلح الإعلامي المستخدم.

ـ القدس وقفٌ لأجيال هذه الأمة، والتنازل عنها لا يمكن أن تُضفى عليه الشرعية في يوم من الأيام، والإيمان بعودتها لا يتزعزع حتى وإن سيطر المحتل على كل شبر فيها، وواجبنا أن نحفظ هذه الرسالة حيَّةً من جيل إلى جيل.

ـ القدس محور الصراع، ومواجهة تهويدها واجب ديني وقومي، ونحن الإعلاميين والعاملين من أجل القدس، سنتعامل مع الأخبار والأحداث المتعلقة بها وفق هذا المنطلق، ولن ندَّخر جهداً في توظيف جهودنا لتكون وسائلنا الإعلامية ومؤسساتنا منبراً لأهلها ولكل المدافعين عنها.

ـ القدس مدينة ذات امتداد جغرافي معروف، وكل تغيير أو تشويه تُجريه سلطات الاحتلال على حدودها، أو مساحتها أو أسماء أحيائها أو ملكية الأراضي فيها، غير شرعي، ومرتبط بوجود الاحتلال، وسنواجهه بكافة الوسائل الإعلامية، مبرزين الواقع الأصلي في الحدود أو المساحة أو الأسماء.

ـ القدس قضية وهوية، وتراث إنساني وحضاري، ودفاعنا عنها لا ينطلق من عداوة دينية أو قومية، ولكنه ينطلق من رفض الاستيلاء عليها وتزوير تاريخها، واغتصاب حقوق أهلها الشرعيين.

ـ القدس أكبر من كل محاولات الطمس والتعتيم على حقيقتها، ومن أجل ذلك سنعمل على جعل ما يجري فيها من ممارسات تعسفية، واعتداءات قمعية في أولويات التغطية الإعلامية.

ـ  القدس مدينة المقدسات، والواجب يدعونا لتعميق معرفتنا ومعرفة أمتنا بالحقائق الراسخة حول المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وسنعمل على تبادل المعلومات والخبرات وتحرّي الصحة في كل ذلك.

ـ القدس تفرض علينا دعم أصحاب الحق في الدفاع عن حقوقهم بكافة الوسائل التي كفلتها الشرائع الدينية والمواثيق الدولية، وتدعونا إلى مواجهة مشاريع التطبيع مع المحتلين.

ـ القدس برمزيتها ومكانتها أكبر من الحدود الجغرافية، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة إعلامية لفضح سياسة الاحتلال في عزلها وابتلاعها وفرض واقع جديد عليها من خلال الجدار.

ـ القدس عنوان القضية، وهي تؤثر وتتأثر بما يجري من حولها، من عدوان وحصار، وتهجير واعتقال، وتنكيل وتدمير، وقتل وترويع، وسوف نعتمد، نحن الموقعين على هذه الوثيقة، على سلاح الإعلام لتوعية وتوجيه الرأي العام العربي والإسلامي والدولي لحشد الدعم والتأييد لقضية القدس وفلسطين، وللضغط على المحتلين ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.

 

الأهداف والوسائل

وتهدف رابطة "إعلاميون من أجل القدس" إلى توحيد الخطاب الإعلامي ومصطلحاته في سبيل صناعة رسالة إعلامية أقوى لنصرة قضية القدس، وأيضاً التدريب وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات وكافة الأفراد في رابطة "إعلاميون من أجل القدس"، بما يكفل صناعة رسالة إعلامية احترافية، تتحرى الصحة والدقة في المعلومة، وتنقل الصورة الشفافة للقدس إلى الجمهور.

كما تسعى الرابطة إلى نشر المعارف المقدسية الخاصة بالقدس وفلسطين وطبيعة الصراع مع الصهيونية، وتشكيل رأي عام شعبي ضاغط للحفاظ على القدس من مخاطر المشروع الصهيوني ومؤامراته، إضافة إلى التأثير على اتجاهات الرأي العام العالمي تجاه القدس في مواجهة الدعاية الصهيونية، وأيضاً إبراز قضية المقدسات الدينية في مدينة القدس و خاصة المسجد الأقصى و المحاولات الصهيونية لهدمه.

أما الوسائل لتحقيق تلك الأهداف، وحسب ما جاء في مشروع الرابطة، فهي: إقامة الدورات والملتقيات التدريبية في العلوم والمهارات الإعلامية والمعارف المقدسية، وتنفيذ حملات إعلامية تسلّط الضوء على ما يجري في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً، لحشد الدعم والتأييد، وإقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض وكافة الفعاليات الإعلامية التي تربط أجيال الأمة بالقضية الفلسطينية عموماً والقدس تحديداً، وأيضاً إصدار الإعلاميات والأبحاث والتقارير التي تسلط الضوء على قضية القدس وما يجري فيها، هذا إضافة إلى الاعتماد على مبدأ التكامل في خلق منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة الإعلام الصهيوني وفضح أضاليله، وللتصدي لإعلام الهزيمة والانكسار والتطبيع، وكذلك العمل على فتح أوسع المساحات الإعلامية في كافة وسائل الإعلام، المطبوعة والمسموعة والمرئية وفي الإنترنت، لتوجيه الرسالة الإعلامية التي تخدم القدس وقضيتها.

وأعضاء رابطة "إعلاميون من أجل القدس"، هم أولئك الذين يوقِّعون على ميثاق الرابطة ممن يعمل في الإعلام أو يشكل الإعلام جزءاً من عملهم، من أفراد ومؤسسات، ويعدُّ الموقِّعون على ميثاق رابطة "إعلاميون من أجل القدس"، نواة لإنشاء روابط قطرية، كلٌّ في بلده، كما أوضح مشروع الرابطة الذي قدّم إلى الملتقى.

أما الموعد السنوي للقاء أعضاء "رابطة إعلاميون من أجل القدس"، وممثلي الروابط المتفرعة عنها قطرياً، لتنسيق الجهود من أجل القدس وقضيتها، فسيكون متزامناً مع المؤتمر السنوي لمؤسسة القدس وشبكة المؤسسات العاملة للقدس.

 

الحملة الدولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني

وخلال المؤتمر، طرح مشروع "الحملة الدولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني"، هذا الحصار الذي فرضته الإدارة الأمريكية وبعض الدوائر الغربية عقاباً للشعب الفلسطيني على ممارسة حقه الديمقراطي واختيار ممثليه للمجلس التشريعي في  الانتخابات التي جرت في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد شكّل الحصار الاقتصادي الغربي مع العمليات العدوانية الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، حرب إبادة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل تواطئ دولي مريب وصمت عربي مطبق.

ومن هنا، وجدت فكرة إطلاق الحملة الدولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، والتي طرحتها مؤسسة القدس الدولية في الملتقى ترحيباً واسعاً من قبل جميع المشاركين في الملتقى، والذين أجمعوا على ضرورة إيجاد خطة إعلامية تبرز للرأي العام درجة المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الصهيوني المتواصل والحصار الأمريكي الظالم، للرأي العام العالمي، هذا إضافة إلى مخاطبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية في جميع أنحاء العالم لحثهم على التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن الإرهاب الصهيوني، وأيضاً تنظيم حملات لجميع التبرعات للشعب الفلسطيني والذي بات قاب قوسين أو أدنى من كارثة إنسانية هي الأكثر قساوة في التاريخ الحديث، جرّاء العدوان الصهيوني المتواصل والحصار الغربي المشدد.

 

 

المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة