نشرة الأقصى الإلكترونية

تمت مصادرة حوالي (2700) كم لبناء الجدار العازل وعزل أكثر من 300 ألف مقدسي من ضواحي القدس

الجدار العازل.. قصة خنق المقدسيين

 

كتب - علاء عواد

يعيش المقدسيون في الوقت الحالي حالة من العزلة والضيق في مدينتهم التي أصبحت تضيق وتضيق نتيجة الانتهاكات الصهيونية ضدها، فمدينة القدس التي هي مهبط الأنبياء ومسرى النبي الكريم، والتي امتازت بالمساحات الشاسعة والواسعة، أصبحت في الوقت الحالي مدينة قليلة المساحة، وذلك بفعل الجدار العازل الذي يحيط المدينة المقدسة، حيث يسعى الصهيونيون بشتى الوسائل إلى تهويده بهدف جعلها عاصمة أبدية لهم.

بداية الجدار

في عام 2002 أقدمت الحكومة الصهيونية آنذاك والتي كان يترأسها آرئيل شارون على العمل على سد الطريق الرئيس الواصل بين القدس وأريحا عند مفترق الطرق بين قريتي أبوديس والعيزرية المقدسيتين، وذلك بوضع كتل إسمنتية يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أمتار.. هذه الخطوة كانت إنذارا ببناء جدار ضخم بدل الكتل الإسمنتية، وفي العام ذاته وبالتحديد في 23 من شهر حزيران قررت الحكومة الصهيونية إنشاء جـدار عازل بطول الضفة الغربية يفصل بـين الأراضي المحتلة في الضفة من جهة و«إسرائيل» من جهة أخرى، حيث يبلغ طول هذا الجدار 350كم، وتقدر تكلفة الكيلو متر الواحد مليون دولار وقد يصل أحياناً إلى مليوني دولار، ليكون بذلك بداية لمعاناة جديدة للسكان المقدسيين، وبحسب اليهود يكون الجدار «لتوفير الأمن لمواطني الدولة العبرية».

طبيعة الجدار

يصل ارتفاع الجـدار العازل إلى (8) أمتار تعلوه أسلاك شائكة، وفيه أبـراج مراقبة في مواقع عديدة وكذلك أجهزة إنذار مبكرة إلكترونية، ويتخذ الجدار العازل تشكلات متنوعة تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي الأماكن التي فيها مـناطق تمركز السكان الفلسطينيين والصهيونيين قريبة من بعضها بعضا يتخذ «الجدار العازل» شكل جدار مرتفع من الخرسانة المسلحة التي تمنع تسلل الفلسطينيين، وكذلك تتصدى لأي إطلاق لأسلحة نارية.. بينما في مناطق أخرى يكون الجدار عبارة عن أسوار إلكترونية شائكة، ويتضمن الجـدار العازل كذلك أنظمة ونقاط تفتيش ومعسكرات للجيش ودوريات للشرطة.

وضمن المخططات الصهيونية يستغرق بناء الجدار أربع سنوات من الجهتين الغربية والشرقية من الضفة الفلسطينية، ويتكون «الجدار العازل» من ثلاث مراحل: الجزء الشمالي والجزء الجنوبي من الضفة والجزء المطوق لمدينة القدس.

تداعيات الجدار على المقدسيين

كان ومازال أثر الجدار العازل على المدينة المقدسة والمقدسيين بالغا وخطيرا، حيث تمت مصادرة مئات الدونمات من الأرض وعزل أكثر من 300 ألف مقدسي من ضواحي القدس خارج المدينة، فيما حجز أكثر من 180 ألفا داخلها، وبحسب المراقبين فإنه وفي الفترة الاخيرة تمت مصادرة حوالي (2700) كم لبناء الجدار العازل، وذلك بحجة وقف عمليات المقاومة.

وتشير التقارير إلى أنّ الجيش الصهيوني استكمل نحو 42% من المسار المخطط لجدار الفصل، ويبدو أنه سيحتاج الأمر إلى سنة أخرى على الأقل بعد نحو أربع سنوات من بدء البناء، مشيرة إلى أنه استكمل 33 من أصل 88كم في منطقة القدس، و 31 كم أخرى قيد التنفيذ و24كم أخرى تنتظر القرارات القضائية.

وتشير المعطيات إلى أن الجدار العازل سيؤدي إلى ابتلاع نحو ربع مساحة الضفة الفلسطينية، وعزل أكثر من مائتي ألف فلسطيني مقدسي عن ذويهم في باقي مناطق الضفة الفلسطينية، حيث يؤدي الجدار في هذه المرحلة إلى حرمان الآلاف من المقدسيين من الوصول إلى قراهم الأصلية وتهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين.

ولا يقتصر خنق المقدسيين وإبعادهم عن قراهم على السياسات الرسمية في «إسرائيل» فحسب، بل امتد ذلك إلى القوى الشعبية والحزبية في «إسرائيل»، حيث دعت قوى سياسية صهيونية، وخاصة حزب موليدت اليميني إلى طرد (200) ألف فلسطيني من أرضهم في القدس الشرقية، وبدا ذلك واضحا من قضية القدس لجهة تهويدها خلال مؤتمرات هرتسيليا الذي عقد خلال الفترة بين الأعوام (2000-2006). وكذلك في برامج الأحزاب الصهيونية عشية انتخابات الكنيست السابعة عشرة التي جرت في الثامن والعشرين من آذار من العام الجاري 2006.

ويرى المراقبون أنَّ ثمة جدراناً عنصرية صهيونية تجاه العرب، سبقت البدء في بناء جدار الفصل العنصري ، والذي استولى على الكثير من الأراضي الضفة الفلسطينية، لا سيما المقدسية منها،حيث يحد هذا الجدار من خطر الهاجس الديمغرافي الذي أرق المخططين والاستراتيجيين في «إسرائيل» من جهة أخرى، ويحاصر آمال الفلسطينيين في دولة وعاصمتها القدس الشريف.

 

المصدر: جريدة السبيل الأردنية

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة