نشرة الأقصى الإلكترونية

حراس المسجد الأقصى يعتصمون خارجه احتجاجاً على اعتداءات سلطات الاحتلال عليهم

 رئيس قسم حراسة الأقصى خليل العلمي: "سندافع عن المسجد الأقصى المبارك حتى آخر قطرة دم تجري في عروقنا"

 

(تصوير محمود النائل)

القدس المحتلة، السبت 14/4/2007م- اعتصم عدد من حراس المسجد الأقصى التابعين لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف أمس الجمعة (13/4) عند باب الأسباط – أحد أبواب المسجد الأقصى -  احتجاجا على السياسات الصهيونية التصعيدية ضدهم، والتي شملت الإهانة والضرب والإبعاد.

وقالت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية إن الاعتصام شارك فيه كل من رئيس قسم الحراسة الشيخ خليل العلمي ورئيس الحرس محمد أبو ترك بالإضافة إلى العشرات من حراس الأقصى الممنوعين من دخول المسجد الأقصى.

وأصدرت سلطات الاحتلال أحكاما بالمنع من دخول المسجد المبارك لمدد متفاوتة ضد عدد من حراس المسجد الأقصى، بينما أدخلت عددا كبيرا من المتطرفين اليهود إلى المسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة، وهو ما اعتبر محاولة لإحداث واقع جديد في المسجد الأقصى، ولفرض مزيد من السيطرة على الشئون الداخلية للمسجد التي تشرف عليها دائرة الأوقاف التابعة للأردن.

وأضافت المؤسسة أن الحراس المعتصمين أدوا صلاة الجمعة في ساحة الغزالي الواقعة خارج حدود المسجد الأقصى عند باب الأسباط.  

(تصوير محمود النائل)

وأكدت المؤسسة أن عناصر المخابرات الصهيونية حاولت ثني حراس الأقصى عن تنفيذ هذا الاعتصام وهددتهم عبر اتصالات هاتفية بمزيد من التضييق عليهم واتخاذ إجراءات قمعية ضدهم ومنعهم من دخول الأقصى لمدة ستة شهور في حال تم تنفيذ الاعتصام.

ونقلت المؤسسة عن رئيس قسم الحراسة الشيخ خليل العلمي قوله "إن المسجد بات مستهدفا بشكل أكبر من ذي قبل، وأنّ الهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى هي سياسة احتلالية "إسرائيلية" مبرمجة تعتبر مقدمات لاعتداء أخطر على الأقصى."

وأكد العلمي أن حراس الأقصى باتوا مستهدفين الآن لأن حراسة المسجد الأقصى وحمايته من المتطرفين تقع على عاتقهم، وأضاف: "إن التدخل في شؤون الحراسة يعني التدخل المباشر والتحكم في شؤون داخلية للمسجد الأقصى، كما أن زيادة عدد الحراس الممنوعين من دخول الأقصى مؤشر خطير وغير طبيعي يحتاج إلى عمل مشترك من وزارة الأوقاف الأردنية ودائرة الأوقاف الفلسطينية لحمايتهم ورفع الخطر عنهم."

وشدد العلمي على أنّ ممارسات الاحتلال لن تثنِ حراس الأقصى من الدفاع عن الأقصى، وقال: "ما زلنا مرابطين مدافعين عن الأقصى وسندافع عن الأقصى حتى آخر قطرة دم تجري في عروقنا".

بدوره، استنكر رئيس الحرس محمد أبو ترك منع العشرات من حراس المسجد الأقصى من دخوله سواء لمزاولة عملهم كحراس أو للصلاة فيه. وقال: "يأتي هذا الاعتصام للتضامن مع الحراس الممنوعين من دخول الأقصى وللتعبير عن رفضنا لهذه السياسة "الإسرائيلية""، مضيفا: "من كان له مشكلة مع القانون فعلى الحكومة "الإسرائيلية" أن تحاكمه بشكل طبيعي وليس أن تمنعه من مزاولة عمله"، وأوضح أبو ترك أن العشرات من حراس الأقصى من حملة هوية الضفة الغربية يمنعون من مزاولة عملهم منذ سنوات، لعدم حصولهم على تصاريح لدخول مدينة القدس، وهناك من حملة الهوية المقدسية من يمنعون من الدخول لحجج  مختلفة، مشيرا إلى أن منع الحراس من دخول الأقصى يتجدد بشكل تلقائي، وقال: "إن المنع الصادر من الشرطة "الإسرائيلية" بحق الحراس يشكل عبئا في توزيع الوظائف، حيث أن وزارة الأوقاف الأردنية تزيد أعداد الحراس كل فترة حتى تكمل العجز الحاصل مع الحرس."

من جهته، طالب مسؤول وحدة الحراسة الصباحية ناصر أبو قويدر نيابة عن الممنوعين من دخول الأقصى دائرة الأوقاف الإسلامية باتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لمنع قرارات المنع المتخذة ضد الحرس، وطالب وزارة الأوقاف الأردنية بالضغط الفاعل لحماية حراس وموظفي المسجد الأقصى.

وقال: "الاستفزازات ضد حراس المسجد الأقصى زادت بشكل ملحوظ، ونحن نقوم بعلمنا المتمثل في حفظ الأمن داخل حدود المسجد الأقصى المبارك" وأضاف:" أن الشرطة الإسرائيلية تحاول تخويف وإرهاب حراس المسجد الأقصى بأساليب عديدة من قمع واعتقال وضرب ومنع دخول، لثنيهم عن قيامهم بحفظ الأمن والدفاع عن الأقصى" مشيرا الى أن هدف سلطات الاحتلال إفراغ الأقصى من الحراس لفرض سيطرتها عليه والتدخل في شؤونه".

ونيابة عن حراس المسجد الأقصى المتضامنين، قال فادي  عثمان بكير – مسؤول وحدة الحراسة الليلية في المسجد الأقصى المبارك: "هناك رسالتان من وراء هذا الاعتصام الرسالة الأولى نوجهها الى الأمة العربية والإسلامية وذلك للنهوض وأخذ دورها في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبتين و"ثالث الحرمين الشريفين"*. ان ما يتعرض له المسجد الأقصى وحراسة هو ليس شيء بالجديد فسياسة القمع والإبعاد مستمرة فهناك عدد من الحراس منعوا من  الدخول للمسجد ليس لشيء وإنما لدفاعهم عن المسجد الأقصى وحرصهم عليه، وإن ما تقوم به السلطات "الإسرائيلية" لهو سياسة مبرمجة ومدروسة ومخطط لها وليست وليدة اللحظة ولكنها تهدف الى كسر إرادة حراس المسجد والنيل منهم ومن ثباتهم ودفاعهم عن المسجد الأقصى ولم تقتصر هذه الممارسات على الضرب والإبعاد ولكنها بدأت هذه المؤسسات أيضا بملاحقة الحراس وموظفي الأوقاف اقتصاديا وذلك عن طريق فتح ملفات ضرائبية لهم وبالتالي إلزامهم بدفعات مالية لبعض هذه المؤسسات بالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها جميعا".

وأضاف عثمان بكير: "أما الرسالة الثانية فنوجهها الى الشرطة "الإسرائيلية" التي نؤكد فيها صمودنا وثباتنا في المسجد الأقصى والدفاع عنه وكشف كل الممارسات التي تقوم بها وان هذه الممارسات القمعية لن تمنعنا من الدفاع عن المسجد الأقصى وتقديم النفيس والغالي في الدفاع عنه مهما كانت الإجراءات ومهما كانت العقوبات فنحن أخذنا ارث الدفاع عن المسجد الأقصى من آباءنا وأجدادنا وسنورثه لأبنائنا وأحفادنا بإذن الله، ونقول لهم زيدوا في قمعكم وغطرستكم ولن تجدوا منا الا الزيادة في الدفاع والثبات والعزم لحماية هذا المسجد".

وفي سياق متصل، استنكر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك الإجراءات الصهيونية المتخذة في مدينة القدس عامة وفي المسجد الأقصى المبارك خاصة، والمتمثلة بداية بالحفريات والأنفاق وانتهاء بمنع الحراس من دخول المسجد الأقصى لمزاولة عملهم وللصلاة فيه.

   

* المسجد الأقصى المبارك هو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال الا اليها، وهو ليس حرما كحرمي مكة والمدينة.

  المصدر: مؤسسة الأقصى (بتصرف)  


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية