نشرة الأقصى الإلكترونية

برعاية مؤسسة الأقصى وتحت عنوان "باقون.."

معرض صور يحكي نكبة حي المغاربة على مدار أربعين عاماً من الاحتلال الصهيوني

شهود يتحدثون عن جريمة هدم الحي على رءوس أهله بعد أيام من الاحتلال

دعوة لتنظيم المعرض في عدد من الدول العربية والإسلامية

التنديد بالإجراءات التعسفية بحق الشيخين رائد صلاح وعكرمه صبري وبحق حراس المسجد الأقصى المبارك

التنديد باستمرار هدم طريق باب المغاربة

= الشيخ عكرمة صبري: "السلطات "الإسرائيلية" تواصل اعتداءاتها التي تتعارض مع القوانين الدولية وحقوقنا الشرعية"

= المهندس عدنان الحسيني: "حتى ولو أزيلت تلة باب المغاربة فستبقى تنبض بلغة الحضارة والثقافة العربية الإسلامية، أما الاحتلال فحتماً سيزول"

= الشيخ رائد صلاح: "ندعو عائلات القدس إلى تبني مشروع "رباط حمائل القدس" للدفاع عن الأقصى تعززهم فيه مسيرة البيارق" 

 

المؤتمر الصحفي الافتتاحي لمعرض "باقون" (تصوير محمود النائل)

القدس المحتلة، الجمعة، 27/4/2007م- افتتح أول أمس الأربعاء (25/4) معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "باقون .." في فندق الكومودور في حي الصوانة بالقدس الشريف يروي نكبة حي المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك منذ بدء الاحتلال الصهيوني في يونيو 1967م وحتى أعمال الهدم المستمرة حاليا لطريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد المبارك.

وقال الشيخ الدكتور عكرمة صبري -رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى- في مؤتمر صحفي لدى افتتاح المعرض: "إن معرض "باقون" يعبر عن تاريخ حارة المغاربة منذ تدوين الحي في الوثائق الوقفية قبل عام 1967م، وما آلت إليه بعد ذلك إلى يومنا هذا من الحفريات التي تغير معالم الحي وتزيله عن بكرة أبيه"، وأضاف "المعرض يدل على الإجراءات الاحتلالية التعسفية بحق تاريخنا وتراثنا وحضارتنا، إن هذه الصور هي نماذج من بعض ما تعانيه المناطق المحتلة بشكل عام، والمقدسات الإسلامية بشكل خاص."

وأكد الشيخ عكرمة صبري أن هذه الاعتداءات الاحتلالية المتواصلة، والتي تتعارض مع القوانين الدولية، لن تغير من الحقيقة شيئا، وقال: "لا يعني إزالة المباني إلغاء وقفية الحي، بل ستبقى وقفا إسلاميا، فمهما وقع عليها من اعتداء ستبقى وقفية إلى يوم الدين"، وأضاف: "إن بدء هدم بناية المجلس الإسلامي الأعلى المقابل لمقبرة مأمن الله أمس (الثلاثاء 24/4) هو اعتداء جديد ولن يؤثر على وقفية المبنى"، مشددا على أنه "لا يمكن الحفاظ على مقدساتنا إلا بزوال الاحتلال".

بدوره، أشاد المهندس عدنان الحسيني عضو الهيئة الإسلامية العليا ومدير دائرة الأوقاف الإسلامية سابقا بالمعرض الذي تنظمه مؤسسة الأقصى ويستمر لمدة أسبوع، وقال: "معركة القدس بدأت من حارة المغاربة، حيث صادرت السلطات "الإسرائيلية" منذ احتلالها للمدينة 116 دونما من مساحتها الإجمالية البالغة 900 دونم."

وأكد الحسيني على أن تركيز الاحتلال على هذا الحي الذي أزالته معاوله بعد أيام من احتلال القدس في يونيو 1967م يرجع إلى كونه "يعني الصمود بالقرب من بوابات المسجد الأقصى المبارك،" مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال صادرت مفاتيح باب المغاربة أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى المبارك والقريب من المنطقة منذ ذلك الحين، بينما واصلت حفرياتها هناك وفي مناطق أخرى بالبلدة القديمة في إطار مسلسل واحد يهدف إلى تهويدها وإزالة آثارها وثقافتها وحضارتها.

وشدد الحسيني على أن مدينة القدس لا تقسم إلى أحياء، "فالقدس إسلامية عربية فلسطينية،" كما ندد باستمرار عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال لتلة باب المغاربة رغم النداءات والاتصالات العربية والإسلامية، وأوضح: "ولو أزيلت تلة باب المغاربة، فستبقى تنبض بلغة الحضارة والثقافة، أما الاحتلال الإسرائيلي فحتماً سيزول."

وفي كلمته، أكدّ الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- "أننا باقون رغم ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" وجرافاته التي تهدم الآثار والمقدسات الإسلامية منذ عام 1967، وأننا باقون رغم قوات الاحتلال "الإسرائيلي" وأسلحتها التي لم تتردد عن هدم بيوت حي باب المغاربة على من فيها من سكان في الحقبة المأساوية التي جرت في عام 1967." وأضاف " لقد سمينا المعرض "باقون" للتأكيد للقاصي والداني أن المسجد الأقصى هو مسجدنا وليس هيكلهم، أن الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو حائط البراق وليس المبكى المزيف، ونؤكد أن المسجد الأقصى إسلامي عربي فلسطيني أبدي سيقف في وجه الاحتلال، كما وقف في وجه الاحتلال الصليبي والتتري في السابق، سيبقى أقوى من كل أساليب هدمهم وأسلحتهم الفتاكة."

وأشار  الشيخ صلاح إلى أن مؤسسة الأقصى تطمع إلى نقل المعرض بهذه الصور الناطقة إلى أكثر من دولة، وتتمنى أن تفتح أبواب الدول العربية والجامعة العربية أمامهم لنقل المعرض إلى هناك، ونوه إلى أن جريمة هدم حي باب المغاربة بدأت ولم تتوقف حتى الآن وقال، إنها جريمة تدمير لحي باب المغاربة بكل ما فيه من حق ديني وحضاري وتاريخي، وما زالوا يهدمون حتى الآن في باب المغاربة، مؤكداً أن جرائم سلطات الاحتلال تزداد يوما بعد يوم في رحاب المسجد الأقصى المبارك، ففي الوقت الذي تواصل فيه الهدم، ها هي قطعان المتطرفين تدخل يوميا للمسجد من الساعة الثامنة حتى الحادية عشر صباحا، ويقومون بتمتمات وهز رؤوس كأنهم يؤدون طقوس دينية، ووصل بهم الأمر إلى محاولة إدخال خروفين، بحجة أنهما قربان لعيد الفصح اليهودي، كذلك حاولوا إلصاق ما يسمى بالوصايا العشر التلمودية عند باب المغاربة.

وقال "إن الكثير من حراس المسجد الأقصى حاولوا الدفاع عن المسجد الأقصى بأجسادهم العارية خلال هذه الاعتداءات، وذلك لتصميمهم على حقنا العربي والإسلامي الوحيد الأبدي في المسجد الأقصى، وكانت النتيجة أنهم تعرضوا للضرب والاعتقال والإصابة والعلاج في المستشفيات، وبعضهم منع من دخول المسجد الأقصى لأيام وأسابيع وأشهر.

كما أكد الشيخ صلاح أننا نشهد لحظات مصيرية، فلا يكفي أن نعتب على الصمت الإسلامي والعربي، بل يجب التعاون على خطة إستراتيجية مكشوفة وواضحة للدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، وأضاف "تضم القدس أكثر من 150 حمولة، لذلك اقترح وضع برنامج لرباط الحمائل المقدسية في المسجد الأقصى، حيث تقسم الحمائل على عدد أيام الأسبوع، وكل مجموعة حمائل يكون لها دور بحشد عائلاتها في المسجد الأقصى، ويعزز ذلك مسيرة البيارق التي تقوم بها مؤسسة الأقصى وبرنامج مسلمات من اجل الأقصى، فأنتم أقوى من عشرات الجيوش التي ما تزال تتفرج علينا، في هذه اللحظات المصيرية نستطيع أن نقف في وجه الصعاليك المتطرفين الذين يهدفون إلى خلق وقائع إستراتيجية ليكرروا مأساة الحرم الإبراهيمي في الخليل، حيث كادت قبل أيام أن تقع مجزرة، عندما وقف مستوطن مدجج بالسلاح بالقرب من باب الأسباط أثناء خروج أهلنا بعد صلاة الظهر، ولولا تدخل بعض الأهل الشجعان لوقعت مجزرة".

وقدم الشيخ صلاح شكره لجميع العائلات المقدسية الذين شاركوا في الاعتصام، وعلى وجه الخصوص عائلة الحلواني، الذين احتضنوا بشجاعة وصمود وتحدي الاعتصام اليومي فوق سطح منزلهم، نصرة للقدس الشريف والمسجد الأقصى.

شهود أحياء يتحدثون عن جريمة هدم حي المغاربة

 

السيد محمد عبد الجليل المغربي يبكي خلال إلقاء كلمته (تصوير محمود النائل)

 

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في افتتاح المعرض، تحدثت السيدة عائشة مصلوحي المغربي - إحدى شهود العيان على هدم حي المغاربة - عن نشأة حي المغاربة قائلة: "لقد هزتني مشاهد صور حي المغاربة عندما رأيتها الآن، فقد أرجعت ذاكرتي للوراء والمشاهد الحية التي عشتها، فهذا الحي له تاريخ عريق وماضي مجيد، الذي يحدثنا عن السلف الصالح لأبناء الجالية المغربية الذين جاءوا من شمال إفريقيا، حيث لبوا نداء صلاح الدين الأيوبي، الذي جمع الأمة على قلب رجل واحد صالح وعادل. وأضافت "نحن من الذين ولدوا في هذا الحي وترعرعنا وكبرنا وتلقينا الدراسة، كأننا نعيش في أجواء أسرة واحدة، فقد كانت حياتنا وعيشنا مشترك في الألم والفرح، إلى أن فرق الاحتلال هذا بجريمته التي ارتكبها في عام 1967."

وقدمت السيدة عائشة شكرها الجزيل لمؤسسة الأقصى وللشيخين رائد صلاح وعكرمة صبري اللذين "طرقا كافة الأبواب من أجل الكشف عن جريمة الاحتلال في حي باب المغاربة، ولكن لا حياة لمن تنادي،" وأضافت: "يجب ان نستيقظ فالصور تجعل الحجر ينطق، وهذه المشاهد تعتبر شاهد حي على ما جرى في حي المغاربة."

 

من جانبه، وفي مشهد أبكى الحاضرين، أخذ السيد محمد عبد الجليل المغربي يتحدث عن ذكرياته في الحي وهو يبكي من شدة الألم قائلاً: "لقد كان عمري حينها 27 عاما، فقد كانت عائلتي من اكبر العائلات في الحي وهي عائلة الحاج عبد الجليل الملودي المغربي، وكنت أعيش مع والدي وأشقائي السبعة وشقيقتين في منزل مكون من غرفتين، وكان في الحي مساجد وأربعة زوايا، ولكن بعد الحرب تدمر كل شيء وتم تفريق شملنا واخوتي. وأضاف: "إن هذه الصور المعروضة تشكل جزءً نسبياً لما جرى على أرض الواقع في حي المغاربة"، واستعرض ما كان يملكه أبناء الجالية المغربية من أملاك في البلدة القديمة والقدس وفلسطين، الاّ أن عواطف السيد المغربي الجيّاشة منعته من استكمال حديثه من شدة الألم.

ووصفت رئيسة جمعية سيدات الجالية المغربية الخيرية فاطمة المغربي حي المغاربة بقولها: "هي ارض الرباط والاستشهاد والعلم والعلماء والطهر والطهارة، وقد عرفت بحي المغاربة نسبة لأبناء الجالية المغربية الذين رافقوا صلاح الدين الأيوبي، وقد استبدلت معالمه بعد حرب ال67 حتى اسمه فقد حول الاحتلال اسمه من البراق الى المبكى والكوتل، وقد تفرق أبناء حي المغاربة في القدس وأحيائها، ورفضوا كل الإغراءات المادية، وأشارت إلى الخصال الحسنة التي كان وما زال يتمتع بها أهالي حي المغاربة، ودعت إلى ضرورة التصدي للهجمة الشرسة على حي باب المغاربة، وقالت: "فما حل به من الممكن أن يحل بالقدس إذا بقينا صامتين، لذلك يجب ان نسمع صوتنا لكل مسلم غيور لأننا أصحاب حق".

 

وفي ختام المؤتمر الصحفي شكر المحامي زاهي نجيدات – المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الحضور من أهل الداخل الفلسطيني ومدينة القدس، ووجه نداء لطلاب المدارس والهيئات التدريسية، وكذلك إلى المؤسسات العامة والفعاليات الشعبية في القدس وضواحيها وفي الداخل الفلسطيني إلى زيارة المعرض، كما استنكر ممارسات سلطات الاحتلال وأجهزتها الأمنية ومنعها الشيخ الدكتور عكرمة صبري من السفر إلى الأردن.

 

يضم المعرض -الذي يفتتح يوميا من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة العاشرة ليلاً ولمدة أسبوع- 121 صورة لحي باب المغاربة يعود تاريخ بعضها لعام 1900م، ووثيقة الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي الذي أوقف حي المغاربة "وقفيته الأولى عام 666 هجري"، كما يضم صورا حديثة حول هدم طريق باب المغاربة المستمر منذ مطلع شهر فبراير/شباط من العام الجاري والأحداث التي رافقتها.

ويرافق كل مجموعة تزور المعرض مرشد يقدم شروحاً عن صور المعرض، من بينهم الدكتور حسن صنع الله – الباحث في مركز الدراسات المعاصرة – وعدد من سكان حي المغاربة الذين شهدوا جريمة هدم حي المغاربة عام 1967م".

  كانت سلطات الاحتلال قد منعت الشيخ عكرمة صبري، من مغادرة البلاد، وأبلغته أنه ممنوع من السفر لأسباب أمنية، وهو في طريقه إلى العاصمة الأردنية عمان الاثنين (23/4).

 المصدر: مؤسسة الأقصى وموقع أنصار القدس (بتصرف)

 

 

الحضور خلال مؤتمر الافتتاح (تصوير محمود النائل)  

السيدة فاطمة المغربي تلقي كلمتها (تصوير محمود النائل)  


السيد محمد عبد الجليل شاهد على جريمة هدم حي المغاربة (تصوير محمود النائل)

 

السيدة عائشة المغربي تشرح للشيخين رائد صلاح وعلي أبو شيخة ذكرياتها على خلفية معرض الصور (تصوير محمود النائل)

   

متعلقات:

تقارير خاصة بالاعتداءات الصهيونية على منطقة المغاربة

باب المغاربة في دليل الأقصى المصور

أليوم حائط البراق

يحدث في الأرض المباركة!

مع الأقصى(هدم طريق باب المغاربة) - محاضرة للأستاذ عبد الله معروف على البالتوك 

 هدم باب المغاربة وخطط تقسيم الأقصى- فلاش توضيحي


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية