نشرة الأقصى الإلكترونية

إرهاب صهيوني ضد شيخ الأقصى وأئمة القدس!

شرطة الاحتلال تصيب الشيخ رائد صلاح ومقدسيين بجروح خلال عشاء في وادي الجوز بالقدس

الشيخ رائد بعد الاعتداء: رسالة التهديد "الإسرائيلية" تحت أقدامنا، وسنبقى نصون المسجد الاقصى وكل مقدساتنا

 

 

القدس المحتلة، السبت، 25/8/2007م - أصيب الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – بجروح وحروق في يده اليمنى ليلة الأربعاء (22/8) اثر إلقاء قوات شرطة الاحتلال الصهيوني قنابل صوتية وغازية على مجموعة من المقدسيين، وعلى رأسهم الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والمفتي العام للديار الفلسطينية – كانوا يشاركون في عشاء ضم أئمة وشخصيات مقدسية فوق سقف بيت آل الحلواني في وادي الجوز بالقدس.

واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة ومخابرات الاحتلال سقف البيت بعد أن طوقته أثناء تناول المدعوين الطعام، وأمرتهم بالانصراف، بحجة إغلاق المكان بأمر عسكري، مما أدى أيضا الى إصابة شابين مقدسيين جراء إلقاء القنابل.

ووجهت دعوة لأئمة القدس وشخصيات مقدسية للمشاركة في العشاء بحضور الشيخ رائد صلاح في فندق الكومودور، غير أن شرطة الاحتلال أغلقت الفندق، وحاصرته، ومنعت الدخول إليه حتى صلاة العشاء، بدعوى أن نشاطاً لحركة حماس سيعقد في المكان.

وارتأى أئمة القدس نقل العشاء إلى خيمة الاعتصام في وادي الجوز على سقف آل الحلواني، حيث يرابط الشيخ رائد منذ 6 أشهر احتجاجا على تدمير سلطات الاحتلال لطريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد أن منع من الاقتراب لمسافة 150 مترا من المسجد المبارك، على خلفية ذلك الاحتجاج.

وبعد أن أصر الحضور على عدم إخلاء المكان، ورفض الشيخ رائد صلاح ادعاء الشرطة ان هذا التجمع محظور، وقال ان تناول العشاء هو أمر طبيعي وقانوني وان من يخالف القانون هو أمر الشرطة الذي تدعيه، كما رفض الشيخ محمد حسين ادعاءات الشرطة، انهالت القنابل الصوتية والغازية التي بلغت نحو سبعة قنابل على الحضور، مما أدى الى إصابة الشيخ رائد صلاح بجروح وحروق بيده اليمنى، وتم نقله الى مستشفى المقاصد في القدس لتلقي العلاج، كما أصيب كل من أسامة هاشم أبو نجمة، وكانت إصابته في صدره، ونادر العلمي وكانت إصابته بالرأس، وهما من القدس .

ردود الافعال

وفي أول رد فعل للشيخ رائد صلاح حول ما حدث قال: "يبدو ان المؤسسة "الاسرائيلية" تريد ان تغير من لغة خطابها معنا تغييرا جذريا باتجاه عنيف ومؤذي بكل معنى الكلمة، ما قبل ليلة الأربعاء كانوا يهددوننا بالمحاكمات، واليوم تغير كل شيء، انها لغة جديدة، لغة التهديد والاعتداء الجسدي"، وأضاف الشيخ: "ان ظنت المؤسسة "الإسرائيلية" انها تبعث بذلك رسالة تهديد، فرسالتهم تحت اقدامنا، وسنبقى نصون المسجد الاقصى وكل مقدساتنا".

كما استنكر الشيخ محمد حسين اعتداءات شرطة الاحتلال، ووصفها بالهمجية مؤكداً ان هذه التصرفات لن تسكت صوت المقدسيين والمسجد الأقصى، وان أهل القدس وفلسطين باقون في بيت المقدس، وان على الاحتلال ان يرحل. وقال: "هذا الحقد وهذا العدوان وهذا الاعتداء المقصود فيه إسكات صوت المقدسيين وإسكات صوت أبناء فلسطين وإسكات الصوت الهادر من المسجد الأقصى" وأضاف: "مهما حشدوا من قوة، ومهما حاولوا ان يتغطرسوا سنبقى هنا المرابطين على المسجد الأقصى، وبجوار المسجد الأقصى، المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا."

من جهته، قال المهندس مصطفى ابو زهرة :" ما وقع اليوم في هذا المساء ونحن نتناول طعام العشاء، وهم يلقون علينا قنابل الصوت مباشرة على أجسامنا ونحن جالسين هو عمل همجي لا إنساني، كنا جالسين وهو جلوس مشروع على سطح مستأجر لصاحبه، مكان غير ممنوع على الإطلاق، مع هذا قاموا بقمع هذا الجلوس وهذا الحضور، وهذا الطعام، رموا القنابل الصوتية على الجالسين، وأصابوا الشيخ رائد صلاح فنحن نستنكر بشدة هذا العمل.

أما السيد علي الحلواني صاحب البيت فقال معقباً: "هذه تصرفات همجية ووحشية، لا مسؤولة، وعداوة مطلقة، وسافلة، وهذا موجود عندهم بكثرة وغير جديد، ولكن هم لن يرهبوننا ولن يخوفوننا، وبالقانون الذي يدعون أنهم حاضنون له، سنلاحقهم ونضعهم عند حدهم ونمشي على مقولة يا جبل ما يهزك ريح، والمقدر مكتوب، وسيكون مساء اليوم إفطار جماعي ونحن لا نعمل شيء ضد القانون، ونحن نتشرف باستضافة الشيخ رائد صلاح، وكل من يأتي معه، نحن مكملون للشيخ والشيخ مكمل لنا".

هذا ولم يستبعد الشيخ رائد صلاح في مؤتمر صحفي عقد الخميس (23/8) عقب الحادث تعرضه للتصفية الجسدية، وقال إن كل شيء متوقع ويجب أن نكون جميعا على حذر. وأضاف أن المسألة الشخصية هي بالنسبة له هامشية، "ولن تثنينا عن مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه متوجه بعد المؤتمر الصحفي الى القدس للمشاركة في إفطار جماعي في نفس المكان الذي وقع فيه الاعتداء الأربعاء.
 وتطرق الشيخ رائد الى تفاصيل الاعتداء، مؤكدا أن جميع الحضور الذين تواجدوا في العشاء لا علاقة لهم بحركة حماس، وأنه لو كان الأمر كذلك لتم اعتقال الجميع.

وقال الشيخ رائد إن شهود عيان أكدوا أنهم سمعوا أحد رجال الشاباك الذين تواجدوا في المكان يطلب من الجنود أن يطلقوا قنابل صوتية عليه شخصيا وعلى الشيخ علي أبو شيخة رئيس مؤسسة الأقصى بالاسم. وأبدى الشهود استعدادهم للادلاء بشهادتهم.

وشارك في المؤتمر الصحفي الأستاذ رجا اغبارية، ممثلا عن لجنة الوفاق الوطني، والأستاذ محمد زيدان ممثلا عن لجنة الدفاع عن الحريات التي تشكلت في الأسبوع الماضي.
وقال اغبارية ان الاعتداء على الشيخ رائد هو اعتداء علينا جميعا وأن الشيخ الذي يدافع عن المسجد الأقصى يمثلنا جميعا، وأضاف : نحن مستعدون للموت دفاعا عن الأقصى. وقال: ان السلطة تختار دائما الطريق الخطأ في التعامل معنا، ولكن عليهم أن لا يجعلوا صبرنا ينفد، ونحن نصنع لهم معروفا لأننا هادئون ونناضل جماهيريا وسياسيا. ولكن يبدو أن هذا لا يروق لهم. ونؤكد أن التعامل معنا بالقوة لن ينفعهم، فهم لا يريدون أن يفهموا أننا قدمنا الشهداء وهذه قمة العطاء، وهم لن يحصلوا على شيء ولا على تراجع من طرفنا عن مواقفنا الوطنية والعقائدية. وأشار الى أن الاعتداء الذي هو جزء من مسلسل الاعتداءات على الشيخ رائد والحركة الاسلامية محاولة لاستباق مهرجان طفل الأقصى الذي سيعقد السبت في الأقصى وكذلك مهرجان الأقصى في خطر.
ن جانبه، تحدث الأستاذ محمد زيدان عن الدور الذي ستقوم به لجنة الدفاع عن الحريات ازاء هذا الاعتداء، فالقضية تهم الجميع وليس الحركة الإسلامية وحدها، وهي ذات علاقة بالنضال من أجل انهاء الاحتلال "الإسرائيلي". وأشار الى أن الاعتداء كان محاولة للانفراد بالحركة الإسلامية، وهذا ما لا يجب أن تسمح به قيادات الوسط العربي والجماهير. ودعا زيدان جميع التيارات السياسية ومركبات المتابعة الى التحرك الفوري واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة هذه السياسة.

 

المصدر: مؤسسة الأقصى (بتصرف)


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية