نشرة الأقصى الإلكترونية

الأقصى في خطر
2007/02/08

د. ابراهيم أبو جابر

 

يعملون في الخفاء، ويخططون في الظلام، وينفذون خطوة خطوة للنيل من المسجد الأقصى المبارك، نعم، هكذا يسيرون وعلى نار هادئة لتحقيق حلمهم المزعوم في إقامة هيكلهم غير الموجود، بدليل فشلهم المرة تلو الأخرى لإثبات ذلك، ولو عبر قطعة خزف، أو معدن رغم حفرياتهم المتواصلة، فوق الأرض وتحت الأرض، واستخدامهم لأحدث الأجهزة حتى تلك المستخدم فيها الأشعة للكشف ولو عن دليل واحد، يجعلهم أخيراً يتنفسون الصعداء، بعدما تقطعت بهم الأسباب واستحال عثورهم على شيء من ذلك.

إن ذلك يحصل في وقت فيه هذه الأمة تعاني من أزمات قاتلة، من إفلاس استراتيجي عام، وحروب أهلية، وسرقة للثروات واستباحة للدماء، واستعمار عسكري وفكري أجهز علينا وعلى شعوبنا، فجعل منا فاقدي الإرادة لا بل والضمير .

إن اسرائيل تحفر وتعمل في الخفاء في وقت فيه شعبنا الفلسطيني منقسم على نفسه، وفاقد لبوصلة المسير، وهذا، نعم هذا ما استدعى السلطات الإسرائيلية للإقدام على مشروعها الظلامي الجديد، الذي إن تم سيهدد أساسات المسجد الأقصى، لا بل سيمنح الاسرائيليين وبالذات سلطة الآثار مساحات واسعة للحفر والتنقيب، لا بل ولربما إقامة مشاريع هدفها تهويد المكان.

إن وسائل الإعلام لتتحدث، لا بل وتحدثت منذ شهور عن مخططات ومشاريع يهودية تمس بالمسجد الأقصى ومستقبله، منها على سبيل المثال لا الحصر:

1) حفر نفق تحت الأرض يصل ما بين سلوان للمصلى المرواني وهذا ما ثبت عمله فعلاً، قد تستخدمه السلطات الإسرائيلية كمسار سياحي أولاً ( على عينك يا تاجر) ومن ثم الإجهاز على المصلى المرواني وإقامة كنيس فيه كخطوة أولى على طريق بناء هيكلهم المزعوم.

2) إقامة موقف للسيارات جنوبي المسجد الأقصى مكون من أربعة طوابق وعلى مساحة 18 دونم من الأرض، يشمل أسفله متاجر ومحلات بيع، وذلك منعاً لأي مشروع وقفي مستقبلي من طرف المسلمين، وهذا إن تم فإنه سيكون في مكان قصور الأمويين ومنازلهم جنوبي المسجد، وسيخنق المسجد الأقصى من الناحية المذكورة.

3) بناء كنيس ضخم بالقرب من حائط البراق يكون محجاً لليهود وذلك على أراضي المسلمين من حي المغاربة، مع التأكيد على ربطه بحائط البراق بممرات معلقة وسلالم كهربائية.

إن ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية حالياً لربما يصب في صالح ما ذكر أعلاه وبالذات ما له علاقة بمواقف السيارات والكنيس الجديد علماً أن المشروع يأتي بمصادقة بلدية القدس.

هذا ولا بد من الإشارة الى أن أعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى مستمرة ليل نهار، وأن ما قامت به السلطات الإسرائيلية أخيراً يخدم ذلك بالتأكيد، وهذا ما اكده مسؤول الآثار في سياق حديثه عن التجريف عندما قال: ما نقوم به يهدف لخدمة القضايا العلمية ليس إلا!!.

إن اسرائيل ساعية في مشروعها الظلامي نحو تقويض المسجد الأقصى ومكانته في قلوب المسلمين، من مشارق الأرض ومغاربها، مستغلة ما تعانيه أمتنا من اوضاع مأساوية ومزرية في نفس الوقت، لكن ذلك لن تتمكن منه أبداً، في حالة صحوة ضمائر الأمة لتنبض من جديد كما كانت، متعالية على جراحها.

إن المسلمين اليوم، عربهم وعجمهم، يقفون أمام مسؤولياتهم كاملة، لا بل انهم مسؤولون أمام ربهم عما يحصل من تدنيس وتقويض للمسجد الأقصى، وبالذات رؤساء الدول والحكومات وعلماء الدين والمثقفين لا بل والشعوب التي أخيراًَ واجبها التحرك لحمل هذه المسؤولية والدفاع عن كرامتها ومقدساتها.

إن الواجب ليستدعي إعادة بعض دول الجوار لحساباتها من جديد وخاصة تلك الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل بالتهديد بقطعها أولاً ومن ثم إلغاء الاتفاقيات الموقعة معها، لعل ذلك يشكل ورقة ضاغطة على السلطات الإسرائيلية لتعيد هي الأخرى حساباتها من جديد، فتوقف مسلسل الاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس والأراضي الفلسطينية...

وإن واجب الشعب الفلسطيني وبالذات السلطة الفلسطينية أن ترد على هذه الممارسات بالوحدة ورص الصفوف ونبذ الفتنة ولعق الجراح لصد هذه الهجمة البربرية ضد مقدساتنا، خاصة إذا علمنا أن شعبنا الفلسطيني قد تمكن أكثر من مرة الخروج من أزمات كهذه منتصراً، مع التأكيد على ضرورة التحرك المدروس والمسؤول إنطلاقاً من مصلحة شعبنا ومجتمعنا ومنعاً لتحميل هذا الشعب ما لا يمكنه حمله، في ظل ما يعانيه هذه الأيام من إعتداءات وحصار اقتصادي وسياسي وعسكري.

 

المصدر: مركز الدراسات المعاصرة- أم الفحم (فلسطين 48)

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية