نشرة الأقصى الإلكترونية

قصة باب المغاربة بالصور

تاريخ النشر: 20/02/2007

 
في يوم الأربعاء السابع من حزيران (يونيو) 1967، دخل شلومو غورون، حاخام الجيش الصهيوني إلى حارة المغاربة، قاصدا الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، بعد سقوط القسم الشرقي في الحرب التي أطلق عليها (حرب الأيام الستة)، ولكنها بالنسبة للقدس كانت حرب الساعات الست، وكان الهدف واضحا لغورون وجيشه المنتشي بالنصر، وهو هدم حارة المغاربة لتوسيع الساحة أمام حائط البراق، وليكون ذلك قبل يوم الثلاثاء 13 حزيران (يونيو) الذي يصادف عيد نزول التوراة اليهودي، كي يتم استقبال آلاف اليهود في المكان.

 


باب المغاربة قبل الانهيار

وفي يوم الجمعة التاسع من حزيران (يونيو) دخل الجنرال موشى ديان ورئيس الوزراء الصهيوني ليفي اشكول، ودافيد بن غوريون، إلى البلدة القديمة، بينما كان سكانها يدفنون موتاهم الذين سقطوا خلال الحرب، وقصد موكب الجنرالات المنتصرين الحرم القدسي الشريف وحارة المغاربة، وأمام حائط البراق (المبكى) انفعل بن غوريون ونزع نقش عربي يؤرخ للمكان، وصادر ديان مفتاح باب المغاربة، وهو الباب الغربي للحرم القدسي.

وفي منتصف ليلة العاشر من حزيران، دخل الضابط ايتان بن موشية بن انيان، الذي كان وقت الحرب ضابط كبير في سلاح الهندسة في الجيش الصهيوني، وترقى فيما بعد ليصبح قائده، إلى حارة المغاربة، وكما قال في حديث أدلى به لصحيفة (يورشالايم) العبرية يوم 26/11/1999م، فإنه أمهل سكان الحارة ربع ساعة فقط لإخلاء منازلهم، واعترف بأنه قتل عددا لم يحدده من السكان تحت الأنقاض، وتم دفنهم مع الأنقاض تحت الساحة، وأنه نقل ثلاث جثث بسيارته إلى مستشفى صهيوني.

 

 

الطريق قبل الانهيار

 أنهى ابن انيان عمله قبل يوم الثلاثاء 13 حزيران، الذي زف فيه الحاخام غورون التوراة إلى ساحة المبكى الجديدة، مدشنا معركة ضد الحارة لم تنته حتى الآن .

وسارع اثاريو الكيان للتنقيب والعمل، في حملة محمومة لم تنتهِ أيضا حتى الآن ، حيث أرادوا اختبار نظرياتهم حول تاريخ القدس وفقا للتوراة، وكل منهم يسعى لتحقيق مجد شخصي.

 

 

الانهيار في شباط/فبراير 2004

 ومرت قضية الحارة بمنعطفات كثيرة، حتى وصلت الأزمة الأخيرة التي بدأت في شهر شباط (فبراير) 2004، عندما هطل الثلج، بعد غياب سنوات عن القدس، فانهار جزء من الطريق المؤدي إلى باب المغاربة.

وكان ذلك مناسبة للآثاريين الذين يعملون في المكان، دون كلل، حيث سهل الانهيار عملهم، وللحكومة الصهيونية، التي أرادت منذ زمن تغيير الطريق، لبناء آخر، يسهل عملية اقتحام الحرم القدسي.

 

 

الانهيار كشف عن مبان إسلامية ومسجد

 وبالنسبة للمتدينين الذي يؤمون المكان، فرأوا أن عدم إزالة هذا الطريق، بعد انهياره، يشكل خطرا على قسم المتدينات اليهوديات أمام حائط المبكى.

وكشف الانهيار عن المزيد من المباني الإسلامية في المكان، منها ما شخص كمصلى، من قبل سلطة الآثار الصهيونية.

بعد أكثر من عام، وفي بداية عام 2005، قررت الحكومة الصهيونية تخصيص مبلغ خمسة ملايين شاقل لهدم طريق باب المغاربة، وبناء جسر يؤدي إلى الباب.

 

 

الجسر الذي أقيم في كانون الثاني/يناير 2005

 وحينها اعتبر الفلسطينيون القرار بأنه خطوة تصعيدية لتهويد ما تبقى من حارة المغاربة ونظرا لحساسية الأمر فإن الحكومة الصهيونية أوكلت تنفيذ إزالة الطريق وبناء الجسر إلى مكتب رئيس الحكومة بعد نقل صلاحيات لجنة (صيانة حائط المبكى)، من مكتب وزارة السياحة الصهيونية إلى مكتب رئيس الحكومة.

ونفذ العمل في هذه المنطقة الحساسة والمثيرة للمشاعر صندوق تراث حائط المبكى الحكومي، وتم بناء جسر مغطى في المكان، فوق الطريق التاريخي المنهار أجزاء منه بفعل العوامل الجوية، وأيضا بفعل فؤوس سلطة الآثار الصهيونية.

 

 

هدم الجزء الغربي من حارة المغاربة في كانون الثاني/يناير 2007

 وطالبت المؤسسات الفلسطينية آنذاك، مثلما يحدث الآن، العالمين العربي والإسلامي بالتحرك، وهو ما لم يحدث.

وطالبت دائرة الأوقاف الإسلامية، السماح لها بترميم الطريق المهدم، ولكن لم يسمح لها بذلك، وظلت بلدية القدس الصهيونية تلح على الحكومة لهدم الطريق وبناء جسر آخر، وفي 13 آب (أغسطس) 2006، طرحت بلدية القدس عطاء لهدم طريق باب المغاربة.

 

 

مخطط الجسر الجديد

 وفي بداية شهر كانون الثاني (يناير) 2007، توجهت الجرافات الإسرائيلية لهدم ما تبقى من منازل مملوكية وأيوبية غرب حارة المغاربة، لبناء مقر لمركز تراث حائط المبكى، وكشفت عمليات الهدم عن آثار هامة، وأعلن الفلسطينيون غضبهم، وقاد الشيخ رائد صلاح حملة ضد ما يجري.

وفي السادس من شهر شباط (فبراير) 2007، بدأت سلطات الاحتلال بإزالة طريق باب المغاربة، وهو ما كان حذر منه الشيخ رائد صلاح قبل أيام من ذلك التاريخ، ونجح في حشد رأي عام ضد هذا العمل، كما ظهر من الحملات الإعلامية والتضامنية.

 

 

الحفريات الجديدة في شباط/فبراير 2007


وفي يوم الثلاثاء 13 شباط، أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ايهود أولمرت، أنه تم التوقف عن بناء جسر بعد هدم طريق المغاربة، ولكن عمليات التنقيب عن الآثار ستستمر، ولم يكن علماء الآثار الصهاينة بحاجة إلا لهدم الطريق كليا، لمواصلة البحث عن ما يؤكدون انه المدخل المؤدي إلى ما يطلقون عليه هيكل سليمان، وتلك قصة أخرى.

 

 

شرطة الاحتلال تستعد لاقتحام الحرم من باب المغاربة

 

 المصدر: مؤسسة فلسطين للثقافة

ملحوظة: يقصد بالحرم الشريف هنا كل مساحة المسجد الأقصى المبارك البالغة 144 ألف متر مربع، والذي يشمل كلا من الجامع القبلي وقبة الصخرة المشرفة إضافة إلى مختلف المعالم الأخرى الموجودة داخل سوره. وإنما يفضل عدم استخدام كلمة الحرم للإشارة إلى الأقصى، لكون المسجد الأقصى المبارك ليس حرما كحرمي مكة والمدينة، وأيضا لأن الحرم قد يعني ما يحيط بالشيئ، ومن ثم فإنه قد يوهم أن الساحات المحيطة بالجامع القبلي مثلا مجرد حرم له، وليست جزءا أصيلا من الأقصى، خاصة وأن البعض يعتقد أن هذا الجامع فقط هو كل المسجد الأقصى، والحق أن الساحات والمباني المختلفة التي يحيط بها السور بما فيها قبة الصخرة كلها أقصى - الموقع


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية