نشرة الأقصى الإلكترونية

مخطط بديل لجسر باب المغاربة يكرّس هدم الطريق الأثرية المؤدية للباب ويصعّد المخاطر على المسجد الأقصى المبارك

الشيخ رائد صلاح: "المخطط البديل محاولة لتجميل جريمة المؤسسة "الإسرائيلية" بإصرارها على مواصلة الحفريات التدميرية لجزء من المسجد الأقصى المبارك

 

 

القدس المحتلة، الاثنين 30/7/2007م – أقرت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس المحتلة الخميس (26/7) مخططا بديلا لإقامة جسر جديد يؤدي لباب المغاربة أحد أبواب السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الصهيونية.

وتسعى سلطات الاحتلال الصهيوني لإقامة الجسر الجديد كبديل للطريق الأثرية المؤدية للباب والتي كانت قد شرعت بهدمها منذ 6/2/2007م، بعد أن رفضت قيام الأوقاف الإسلامية بترميمها إثر تصدعها بسبب الحفريات التي تجريها السلطات الصهيونية في المنطقة منذ الاحتلال.

ووصف الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – الإعلان عن المخطط بأنه محاولة من طرف سلطات الاحتلال لتجميل جريمتها المتمثلة بإصرارها على مواصلة الحفريات التدميرية لطريق باب المغاربة والتي تعد جزءا من المسجد الأقصى المبارك حيث تلاصق سوره الغربي.

وكانت صحيفة "هآرتس" الصهيونية قد نشرت الأربعاء (25/7) خبراً عن المخطط البديل لإقامة جسر باب المغاربة، قالت فيه أن هذا المخطط يشمل عدة تغييرات عن المخطط الأول أهمها أنه سيتم تقليص طول الجسر وستكون بدايته في أول طريق باب المغاربة نفسه وليس كما كان مخططا أن يبدأ من منطقة الآثار الأموية، والتي يطلق عليها الصهاينة زورا وباطلا "الحديقة الأثرية" وينسبون الآثار الأموية لهم، كما سيتم تقليص عدد الأعمدة التي ستنصب إلى الجسر من سبعة أعمدة إلى أربعة فقط، وسيكون الجسر البديل اقل انحدارا، وأضافت هآرتس أن الجسر سيبنى من أرضية خشبية وجوانب حديدية بارتفاع مترين، وذكرت هآرتس أيضاً أن تنفيذ المخطط مرهون بموافقة شرطة الاحتلال.

وبحسب "هآرتس" فإن التغييرات في المخطط البديل حصلت بسبب انتقادات وجهت من قبل آثاريين ومصممي هندسة صهاينة، خاصة في المقطع الذي كان مخططا إقامته في منطقة الآثار الأموية الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى، بزعم أن هذه منطقة أثرية "إسرائيلية".

كما نقلت "هآرتس" على لسان رئيس بلدية القدس أوري لوفوليانسكي ان المخطط البديل سيطرح للاعتراض، الأمر الذي سيمنح الجمهور المسلم الاعتراض على المخطط البديل.

وأدت عمليات التجريف والهدم المستمرة في طريق باب المغاربة الأثرية إلى الكشف عن آثار إسلامية عريقة تعمل سلطات الاحتلال على إزالتها تدريجيا، بينما سيغطيها الجسر البديل.

وكانت لجنة من اليونسكو قد زارت الموقع في أواخر فبراير الماضي وأشارت إلى ضرورة توقف أعمال "البناء" للجسر الجديد خاصة، وأن مخططه لم يكن قد تحدد بعد، كما دعت إلى التوصل إلى اتفاق بين الصهاينة والفلسطينيين بهذا الخصوص.

وأشار الشيخ صلاح في تصريحات نقلتها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات إلى أن سلطات الاحتلال لم تصغ لأي توجه عالمي لرفع أذاها عن المسجد الأقصى المبارك، فيما طالب الشيخ رائد صلاح الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بتحمل مسؤولياتهم من أجل إيقاف سلسلة الجرائم الصهيونية بحق المسجد الأقصى خاصة والقدس الشريف عامة.

وقال الشيخ رائد:" لقد بات من الواضح لدينا مع شديد الأسف أن المؤسسة الاحتلالية "الإسرائيلية" تصرّ على مواصلة الحفريات التدميرية لجزء من المسجد الأقصى المبارك، وهو المعروف بطريق باب المغاربة، ولا تزال تصر على إقامة جسر احتلالي على أنقاض هذه الحفريات التدميرية، وإن كل محاولة من طرفها تجميل جريمتها هي محاولة مفضوحة لجريمتها، وهي جريمة مستنكرة لا عذر لها إطلاقا، نحن من طرفنا لا زلنا نطالب الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني على الصعيد الرسمي والشعبي بتحمل مسؤولياتهم من اجل إيقاف سلسلة هذه الجرائم "الإسرائيلية" خاصة وفي القدس عامة"، وأضاف الشيخ صلاح: "وهذه الأنباء المتناقلة تؤكد لمن كان متردداً أن الجريمة "الإسرائيلية" كانت ولا تزال متواصلة إلى الآن، وأنها كانت ولا تزال تضرب بعرض الحائط مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني، وإنها لم تصغ لأي توجه عالمي إلى رفع أذاها عن المسجد الأقصى المبارك".

وحول الأقوال المنسوبة لأوري لوفوليانسكي حول طرح المخطط البديل للاعتراض قال الشيخ رائد صلاح: " ليعلم المدعو لوفوليانسكي أننا نرفض مبدأ أي تصرف احتلالي في المسجد الأقصى المبارك، ولو كان بحجم إزالة حجر أو إضافة حجر  في المسجد الأقصى المبارك، فإن مثل هذا العمل نعتبره جريمة احتلالية نكراء، ومحاولة افتعال سيادة "إسرائيلية" مزيفة في المسجد الأقصى المبارك، ولذلك سلفا نقول أن فكرة إقامة جسر على أنقاض خراب طريق باب المغاربة هو جزء من جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" سواء رأينا هذا المخطط سلفا أو لم نره ".

أما حول إمكانية توسط اليونسكو بين الصهاينة والفلسطينيين بخصوص إقامة الجسر فقال الشيخ صلاح: "لا يوجد أي عاقل أو واع بات يخفى عليه دور اليونسكو المنحاز والمشبوه في قضية المسجد الأقصى المبارك تحديدا، وأقرب مثال على ذلك التقرير الذي أصدرته اليونسكو بعد بداية جريمة هدم طريق المغاربة، فقد كان تقريرا منحازاً لصالح الاحتلال "الإسرائيلي" وحاول هذا التقرير أن يبرر جريمة الهدم "الإسرائيلية"، ولذلك لا أرى إمكانية في الوثوق في اليونسكو حتى يكون وسيطا في أي موقف كان، ثم من قال إننا بحاجة إلى وسيط في المسجد الأقصى المبارك وهو المسجد الذي يعتبر حقاً إسلاميا عربياً فلسطينيا خالصاً، سواء وافقت اليونسكو أم لم توافق".

من جانبها، أكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في بيان لها يوم الخميس (26/7) أن إقرار هذا المخطط يكرّس بشكل عملي استمرار ومواصلة جريمة هدم طريق باب المغاربة والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يصعّد المخاطر على المسجد الأقصى المبارك.

وأشارت المؤسسة إن هذا المخطط يأتي في إطار مساعي سلطات الاحتلال لفرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك ومحيط المسجد الأقصى المبارك سعياً لطمس المعالم الإسلامية والعربية ومحاولة استكمال مشروع تهويد مدينة القدس الشريف، وتنفيذ مخطط تدميري تدريجي بحق المسجد الأقصى المبارك.

وطالبت المؤسسة كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني أن يتحرك على المستوى الرسمي والشعبي اليوم قبل غد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك.

وباشرت سلطات الاحتلال في 6/2/2007م بجريمة هدم طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى وما زالت تواصل جريمتها إلى اليوم حيث قامت بهدم الطريق المحتوي على آثار إسلامية وعربية من الفترات المملوكية والأيوبية والعثمانية، وذلك بهدف بناء جسر ضخم يمكّن شرطة الاحتلال من اقتحام المسجد الأقصى المبارك بالمئات من عناصرها وعلى دفعات واحدة، بالإضافة إلى تمكين أكبر عدد من اليهود من اقتحام المسجد الأقصى المبارك.

ووجهت الجريمة باحتجاجات ورفض فلسطيني قوي اعتقل على خلفيته الشيخ رائد صلاح وعدد من نشطاء الحركة الإسلامية، وقدموا إلى محاكمة سريعة منع على إثرها الشيخ رائد صلاح من دخول المسجد الأقصى، وما زال الملف مستمرا في المحاكم إلى هذه اللحظات.

بعض آثار جريمة هدم طريق باب المغاربة على يد سلطات الاحتلال

 

وما زالت الجريمة مستمرة إلى هذه اللحظات

 

صورة للمخططات مأخوذة من صحيفة هآرتس

 

المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ( بتصرف)

  


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية