نشرة الأقصى الإلكترونية

بهدف تفريغها من العرب والمسلمين وتهويدها:

الاحتلال يهدم بيت محمد المصري بالبلدة القديمة ويواصل مخطط هدم المسجد العمري بالقدس

هدم أجزاء من منزل مقدسي قريب من المسجد الأقصى المبارك


القدس المحتلة، السبت 9-2-2008م، 1-2-1429هـ- هدمت آليات بلدية القدس الاحتلالية أجزاء من منزل المقدسي محمد إسماعيل المصري الكائن في نهاية شارع الواد في البلدة القديمة بالقدس بدعوى عدم الترخيص، وذلك في إطار مخططات الاحتلال الصهيوني لتهويد المحيط القريب والبعيد للمسجد الأقصى المبارك، بتفريغه من العرب والمسلمين تمهيدا لاستيلاء المستوطنين اليهود عليه.

وقامت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال يوم الأربعاء (6-2)، برفقة قوات ما يعرف بـ"حرس الحدود"، بتطويق منزل المصري، الواقع على أمتار قليلة من حائط البراق الذي هو جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ومنعت أحدا من الاقتراب منه، كما منعت عائلة المصري من الخروج من منزلهم، فيما قام حفار هوائي بهدم طابق ونصف الطابق من المنزل.

وأكد المصري أن منزله ومنزل شقيقه تضررا من عملية الهدم الجزئية والتي أدت إلى انتشار التشققات والتصدعات في جدران المنزلين، مشيرا إلى أنه تزوج في العام 1988م في غرفة واحدة وتوابعها، ولكن، ومع مرور الوقت، ضاق المنزل بسكانه، فشرع بإضافة بناء للمنزل الأصلي عام 2004. وأصدرت سلطات الاحتلال أمرا إداريا بهدم أجزاء من المنزل الموجود بين مدارس وكنيس يهودي، وظلت تجدد الأمر منذ ذلك الحين حتى لا يصبح لاغيا، بينما لم يتمكن المصري من توكيل محام لمنع الهدم "لان التكاليف التي تصرف باهظة".

وأضاف: "مصيبتنا اليوم تصغر أمام المصيبة التي تقع على أهلنا في غزة، ونؤكد أننا سنثبت في بيوتنا وفي مدينتنا ولن يتحقق هدف المحتلّ بترحيلنا ومن ثمّ تفريغ البلدة القديمة من العرب والمسلمين ونقول الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الاّ بالله رب العالمين".

وأشار المصري إلى أن محكمة البلدية كانت قد عقدت قبل حوالي شهرين جلسة وحكمت بشكل نهائي بهدم المنزل، وحينها طلب من القاضية إمهاله مدة وجيزة لإصدار رخصة أو لهدمه بنفسه لكنها رفضت ذلك، وتفاجأ يوم الأربعاء بحضور ممثلي البلدية للهدم قبل الموعد، وأضاف بنبرة صادقة ومتألمة في نفس الوقت: "من يصفنا بأننا مواطنون في القدس مخطئ والصحيح أننا أسرى في قبضة المحتلّ".

هذا ودعت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية إلى دعم الأهل المقدسيين خاصة في البلدة القديمة الأمر الذي قد يمكّنهم من الثبات والبقاء في بيوتهم والوقوف في وجه مخططات الاحتلال لتفريغ القدس من العرب والمسلمين وانتهاج مخطط الترحيل بشتى الوسائل.

وقالت المؤسسة في بيان لها صباح الخميس (7-2): "إن المؤسسة "الإسرائيلية" إذ تشدد تضييقها على مدينة القدس وأهلها فتهدم بيوتهم وتضيق عليهم سبيل العيش بهدف ترحيلهم وتفريغ القدس من أهلها العرب والمسلمين، فإننا ندعو كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني إلى الوقوف إلى جانب أهل القدس بكل ما يملكون لدعم صمودهم وثباتهم في بيوتهم وليظلوا الدرع الواقي للمسجد الأقصى ولمدينة القدس".

ويعاني أهل القدس خاصة داخل البلدة القديمة من حرب ضروس تشنّها سلطات الاحتلال في إطار مخطط شامل لترحيلهم من بيوتهم تمهيدا لاستيلاء المستوطنين اليهود عليها خاصة في المناطق القريبة من المسجد الأقصى.

المصري عند موضع الهدم بمنزله

 

يراقبون عملية الهدم وعيونهم تترقب الانقضاض على الأقصى وتهويد البقية الباقية من الأرض المباركة

 

هدم أجزاء من منزل مقدسي قريب من المسجد الأقصى المبارك



من جهة أخرى، أعرب سكان قرية أم طوبا الواقعة جنوبي القدس عن مخاوفهم من إقدام سلطات الاحتلال على هدم المسجد العمري التاريخي في القرية خلال الأيام القادمة بعد استصدار أمر احترازي منذ الأحد (3-2) بمنع هدمه لمدة عشرة أيام فقط.

وخلال زيارة لطاقم مؤسسة الأقصى إلى القرية الأسبوع الماضي، أكد السيد "علي أبو طير" -أحد سكانها- أنه لا يستبعد أن تقدم المؤسسة "الإسرائيلية" على ذلك، "مما يجعل حالة الترقب الحذر والاستعداد لأي طارىء مستمرة على مدار الساعة في قرية أم طوبا".

وثمّنت المؤسسة موقف أهالي القرية واعتصامهم في المسجد ليلة السبت وصباح الأحد لمنع تنفيذ قرار المحكمة للشؤون الإدارية في القدس بهدم المسجد العمري الذي يرجع تاريخه لسبعة قرون، وذلك بطلب من البلدية العبرية في القدس.

وقال ابو طير: "لقد فوجىء أهالي القرية يوم الخميس الماضي (31-1) بتعليق بلدية القدس أمرا على بوابة المسجد العمري، يقضي بهدم المسجد من قبل بلدية القدس بعد مرور 24 ساعة على هذا القرار، بدعوى عدم الترخيص. فتوجه الأهالي للمحامي حسين غنايم من اجل الحصول على أمر احترازي لقرار الهدم من محكمة البلدية، وبالفعل حصلوا عليه".

والمسجد العمري في أم طوبا أثري قديم مملوكي بني في عام 717 هـ، وجدد في عام 1963. وبحسب الروايات، فقد صلى في موقعه الخليفة عمر بن الخطاب لدى مروره من المكان عند فتح بيت المقدس. ولكن، وبسبب تزايد عدد سكان القرية الذي وصل إلى أكثر من أربعة آلاف شخص، وضيق المسجد، اضطروا مؤخرا لتوسيعه، ولا يزال البناء في طور الإنشاء.
وقال على أبو طير: "إنّ أهل القرية اعتبروا قرار الهدم اعتداء على العقيدة الإسلامية وانتهاكا لحرية العبادة"، وأضاف: "إننا لم نر من بلدية القدس على مرور أربعين عاما إلا الدمار، مع العلم أن مستوطنة ابو غنيم أقيمت على أراضي قريتنا، وما زال مسلسل المصادرات مستمرا، مذكرين ان ارض ام طوبا كلها ارض وقفية كما هو في الوثائق التي لدينا".

وفي تعقيب للشيخ الدكتور عكرمة صبري – رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، قال: "قرار هدم المسجد العمري التاريخي هو بادرة خطيرة وغير مسبوقة وتدخل "إسرائيلي" سافر في الشؤون الدينية، ولا يجوز هدم أي مسجد في حال تم بناءه وإقامته على الأرض." 

وأضاف: "المسجد هو بيت الله وسفارته بالأرض وله حرمته وينبغي على السلطات المحتلة أن تحافظ وتراعي مشاعر المسلمين." ودعا الشيخ عكرمة عامة المقدسيين وأهالي بلدة ام طوبا إلى إعمار المسجد العمري والتواجد فيه بشكل دائم لمنع أي أذى قد يلحق به.

من جهته أدان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين قرار سلطات الاحتلال بهدم المسجد العمري التاريخي في أم طوبا، وأكد في بيان أصدره يوم الأحد (3-2) أن سلطات الاحتلال تتذرع بحجة بناء المسجد من غير ترخيص، وأضاف: "سلطات الاحتلال تمعن في المس بالمقدسات الفلسطينية، بهدف طمس المعالم الدينية والإسلامية الفلسطينية، وهي تنتهك بذلك القيم التي تنادي بها الأديان السماوية والأعراف والتقاليد والمعاهدات الدولية التي تمنع المس بأماكن العبادة." وحذر سلطات الاحتلال من العواقب المترتبة على هذا القرار.

منظر عام للمسجد العمري


يرابطون في المسجد

 


جانب من الزيادة الجديدة


السيد علي ابو طير

 


المراسل احمد البديري عن اليمين مراسل تلفزيون BBC 

 


وثيقة تاريخية تدل على وقفية ارض ام طوبا


الشرطة تراقب عن كثب




المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية (بتصرف)

  


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية