نشرة الأقصى الإلكترونية

بعد أسبوع من اعتداء شرطة الاحتلال عليهما داخل الأقصى

الأخوان موسى وإبراهيم: الاعتداء علينا يجعلنا أشد تعلقا وحباً للمسجد المبارك

الداخل الفلسطيني، الخميس، 13-3-2008م، 8-3-1429هـ - ما زال الأخوان موسى وإبراهيم محمد موسى أبو شهاب من قرية الفريديس بالداخل الفلسطيني يرقدان في فراش المرض في بيتهم ويشعران بآلام وأوجاع كبيرة في جميع أنحاء الجسم ويتلقيان العلاج تباعاً، بعد الاعتداء عليهما بوحشية من قبل عناصر قوات خاصة تابعة لشرطة الاحتلال في القدس الشريف قبل أسبوع على خلفية مشاركتهما في أعمال تطوعية في المسجد الأقصى المبارك.

وكانت قوات خاصة تابعة لشرطة الاحتلال قد اعتدت عليهما داخل المسجد الأقصى، ثم اعتقلا وتجدد الاعتداء عليهما بوحشية داخل نقطة للشرطة بالقرب من باب الأسباط، أحد أبواب الأقصى الشمالية، وهما مقيدان بأيديهما ومطروحان أرضاً، نقلا بعدها إلى معتقل القشلة وتم التحقيق معهما، وأصدر بحقهما أمر يمنع دخولهما إلى المسجد الأقصى لمدة أربعة عشر يوماً.

وأكد الأخوان موسى وإبراهيم أن الاعتداء عليهما يجعلهما أكثر تعلقا وحباً للمسجد الأقصى المبارك وأكثر إصرارا على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وخدمته بما يلزم، وانهما في اليوم التالي لانتهاء المنع أي صبيحة اليوم الخامس عشر سيتوجهون للمسجد الأقصى بصحبة زملائهم وأقاربهم تأكيدا على حقهم بالصلاة والرباط والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك. كما أكدا اعتزامهما تقديم شكوى ضد عناصر الشرطة التي اعتدت عليهما بوحشية.

وقال الشاب موسى محمد موسى أبو شهاب انه توجه صباح يوم الخميس الماضي 6-3-2008  مع أخيه إبراهيم إلى المسجد الأقصى للمشاركة في أعمال تطوعية في المسجد الأقصى المبارك تعزيزا لموقف الأوقاف في القدس، ولدى وصوله إلى المسجد الأقصى كان العشرات من أهل الداخل الفلسطيني تواجدوا في موقع قرب باب الأسباط للهدف نفسه، في وقت كان الموقع محاصرا من قبل عشرات عناصر الشرطة "الإسرائيلية"، وفعلا شرع المتطوعون في أعمال الكنس والتنظيف. ويتابع: "قبل صلاة الظهر بقليل حيث كنا نواصل عملنا وإذ بعدد من عناصر الشرطة "الإسرائيلية" يقومون بالهجوم على المشاركين في الأعمال التطوعية ويعتدون عليهم بالضرب المبرح، كما قاموا بمهاجمتي وأخي إبراهيم وتم توجيه ضربات مبرحة ولكمات لي ولأخي، ومن ثم قام عدة من هذه العناصر التي عززت بعناصر أخرى بتقييد أيدينا وبطحنا على الأرض، وخلال ذلك كان عدد من أفراد الشرطة "الإسرائيلية" يهددونا بأنهم سيقومون بضربنا بشدة، ومن ثم تمّ اعتقالنا وإخراجنا خارج حدود المسجد الأقصى عبر باب الأسباط."

ويضيف الأخ موسى: "بعد أن أخرجنا من المسجد الأقصى محاطين بعناصر الشرطة تم إدخالنا إلى داخل نقطة للشرطة "الإسرائيلية" قريبة من باب الأسباط وهناك أنهال علينا عدد كبير من أفراد الشرطة بالضرب المبرح والوحشي في جميع أنحاء الجسم، ولمدة أكثر من عشر دقائق متواصلة، وكان يغطون وجوهنا في محاولة لمنعنا من رؤية وجوه أفراد الشرطة الذين يقومون بضربنا، كما وقام هؤلاء الأفراد بتوجيه الشتائم لنا وللحركة الإسلامية عامة ولشخص الشيخ رائد صلاح بشكل خاص."

ووصف الأخ إبراهيم محمد موسي أبو شهاب كيف انهال أفراد الشرطة عليه وعلى أخيه بالضرب بقوة وأينما استطاعوا بعد ان طرحنا أرضا، وأضاف: "وخلال الضرب وتوجيه عشرات اللكمات إلى وجهي نزلت كمية كبيرة من الدم من أنفي، وتناثرت على جدران الغرفة وعلى الأرض وعلى ملابسي وعلى ملابس بعض أفراد الشرطة، وهؤلاء ولإخفاء جريمتهم قاموا بإزالة بقع الدم من المكان ومن على ملابسهم، وأصروا على عدم إخراجنا من الغرفة حتى يقوموا بإزالة آثار بقع الدم من المكان، إلا انه بقيت آثار الدم على ملابسي، بعدها أخرجنا من الغرفة وتم نقلنا إلى نقطة الاعتقال في القشلة بجانب باب الخليل في البلدة القديمة في القدس، هناك أخضعنا للتحقيق، وكانت الأوجاع خلال التحقيق تزداد إيلاما، أكمل التحقيق بإدعاء وكأننا نحن الذين قمنا بالاعتداء على الشرطة "الإسرائيلية"، بعد الانتهاء من التحقيق أصدر أمرا شرطيا يمنعنا من دخول المسجد الأقصى لمدة أربعة عشر يوما، وتم إطلاق سراحنا بكفالة."

السيد محمد موسى أبو شهاب "ابو موسى" والذي توجه إلى القدس مباشرة بعد أن تلقى خبرا بالاعتداء على ولديه، حدثنا انه عندما التقى ولديه بعد التحقيق معهما داخل معتقل القشلة في القدس وعند النظرة الأولى بدت ملامح الاعتداء عليهما واضحة حيث كانت أثار الدم على إبراهيم واضحة وكان انتفاخ في أنفه، وعلامات الرضوض في أنحاء جسم موسى وإبراهيم، وأضاف السيد محمد موسى أبو شهاب انه بعد إطلاق صراح ولديه أصرّا على زيارة خيمة الاعتصام في وادي الجوز حيث يعتصم الشيخ رائد صلاح وعدد من أهل القدس والداخل الفلسطيني، بعدها وعلى وجه السرعة توجهنا إلى مستشفى "هيلل يافه" في الخضيرة القريبة من قرية الفريديس، وخلال الطريق من القدس إلى المستشفى ازداد الألم والوجع على الابنين، وفي المستشفى أخضعا للفحوصات الطبية وتبيّن أن هناك كسرا في أنف إبراهيم ورضوض في أنحاء جسم كل من موسى وإبراهيم وعلامات زرقاء في أنحاء جسمهما، وأكدت الفحوص انهما تعرضا لضرب مبرح وحشي أدى إلى هذه الإصابات، وتلقى الابنان العلاج وأعطيا إجازة مرضية لمدة عشرة أيام، على ان يقوما بعلاجات متواصلة، وما زالا حتى هذه اللحظة يعانيان من أوجاع شديدة ومتواصلة.

وعقب السيد "ابو موسى" على جريمة الاعتداء على ولديه بالقول: "هذا اعتداء وحشي وممارسة أناس أفلسوا بلغة المنطق والقانون  وما قام به الشابان موسى وإبراهيم هو المشاركة في أعمال تطوعية لمساعدة وتعزيز موقف الأوقاف في القدس، نحن بدورنا سنقوم بتقديم شكوى ضد أفراد الشرطة الذين اعتدوا على موسى وإبراهيم وقسم منهم معروف عند إبراهيم وموسى، حتى يتوقف هؤلاء عن الاعتداء على أولادنا وعلى جميع أهلنا في المسجد الأقصى والقدس الشريف، وهنا اسمحوا لنا أن نقدم شكرنا وامتنانا لكل من تواصل معنا من الأهل للاطمئنان على صحة الأولاد ووقوفهم معنا ضد ممارسات الشرطة "الإسرائيلية"".

من جهتهما، أكد الأخوان موسى وإبراهيم محمد موسى ابو شهاب أن ما وقع عليهما يزيدهما حبا وتعلقا بالمسجد الأقصى المبارك، وإصرارا على شد الرحال إلى المسجد الأقصى والتواصل معه، بل ان ما حصل معهما دفع ويدفع الكثير من الشباب إلى زيارة المسجد الأقصى، وأضافا: "هذا ما أكده لنا العديد من الشباب الذين يصلّون أو لا يصلّون بأنهم سيشاركوننا زيارتنا إلى المسجد الأقصى في اليوم الأول الذي سينتهي فيه منعنا من دخول المسجد الأقصى وذلك صبيحة اليوم الخامس عشر  من تاريخ منعنا من دخول المسجد الأقصى، وأشار لنا الكثير من الشباب أن ما حصل معنا يدفعهم إلى الرجوع إلى الله والبدء بأداء الصلاة وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، ونذكر هنا شاكرين كل من زارنا وأعرب عن وقوفه معنا ضد كل هذه الاعتداءات والإجراءات "الإسرائيلية"، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون".

المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية