نشرة الأقصى الإلكترونية

لإحكام الهيمنة الصهيونية وتغيير الوضع القائم منذ عدوان 1967 

أخطر مشروع استيطاني لتهويد القدس خلال 6 سنوات 

المركز الفلسطيني للإعلام

تاريخ النشر الأصلي 10/02/2008



في غفلة، وبعيداً عن الأضواء والمؤتمرات الصحفية والتفاوضية؛ تعمل الحكومة الصهيونية وبلدية الاحتلال في مدينة القدس بالتعاون مع جمعيات استيطانية ودينية صهيونية في الداخل والخارج على مشروع استيطاني خطير انتهت مرحلة المصادقة عليه لتهويد البلدة القديمة من القدس المحتلة. 

وحسب المشروع الصهيوني، الذي حصل مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" على نسخة منه، فإن الهدف هو السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ومقبرة باب الرحمة وباب الأسباط والالتفاف على إدارة الأوقاف الإسلامية لنزع صلاحياتها في المسجد الأقصى المبارك من خلال إدارة مشتركة صهيونية مسيحية (إسلامية) تمكن الصهاينة من دخول المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه وبناء هيكل نموذجي بين قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك. 

تعزيز السيطرة 


ويهدف المخطط الصهيوني إلى تعزيز السيطرة اليهودية على القدس المحتلة وخاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والأماكن والمقدسات الإسلامية المسيحية وتحويلها إلى مرجعية وإدارة صهيونية تتولى الإشراف عليها وعلى ما يسمى بـ (الحوض المقدس) الذي يمتد من حائط البراق (الذي هو جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك) وإلى باب الساهرة (أحد الأبواب الشمالية للبلدة القديمة). 

ويتضمن المخطط العديد من المشاريع الاستيطانية التي تهدف إلى نزع السيطرة عن الأراضي والأوقاف الإسلامية والمسيحية وتحويلها إلى دائرة يجري استحداثها (من قبل الحكومة الصهيونية والبلدية ولجنة تطوير البلدة القديمة ودائرة ما يسمى بـ "أراضي إسرائيل" وحاخامات حائط البراق المبكى، لإدارة ما يسمى بـ "التراث والتاريخ اليهودي" بإشراك المسيحيين والمسلمين، بحسب المخطط، بما فيها المسجد الأقصى المبارك والكنائس والأراضي التابعة لها في منطقة الصوانة والجثمانية ومنطقة الطور وباب الأسباط والمقبرة الإسلامية وكذلك باب المغاربة وأراضي الأوقاف في السلودحة وساحة باب المغاربة ومنها إلى عين سلوان وحتى باب الساهرة في محيط أسوار المدينة المقدسة". 


نفق جديد قرب المسجد الأقصى 


ويشمل المشروع الصهيوني شق نفق من باب الخليل أحد الأبواب الغربية للبلدة القديمة إلى باب المغاربة جنوباً، وكذلك مد خطوط لقطار هوائي من باب الأسباط (شمالا) إلى جبل الزيتون – الطور، وكذلك من حي الثوري إلى عين سلوان فيما يطلقون عليه (مدينة داود) بالتعاون مع الجمعية الاستيطانية (العاد) التي استولت على عشرات المنازل هناك. 

وجاء في مقدمة المشروع الاستيطاني الذي حمل اسم (واجهة القدس): "أن هذه المخططات والصور للمشروع هي لاستنهاض مكانة الحوض التاريخي" في القدس كمسعى وطني بالتعاون مع الشعب اليهودي وبإشراك المسلمين والمسيحيين. 


أهداف المشروع 


ومن الأهداف المعلنة لهذا المشروع: 

1 – "تنمية" مجال ما يسمى (الحوض التاريخي – المقدس لليهود) لاستيعاب و"جذب سياحي" لـ 10 مليون زائر، وتجنيد واستثمار نحو 2 مليار شيكل جديد في خطة يتم تنفيذها لست سنوات. 

2 – "تجنيد" معظم "الشعب اليهودي" في حث تنمية المشروع؛ أي الاعتراف الضمني بحقوق اليهود في الحوض المقدس الذي حسب التعريف الصهيوني يشمل (المسجد الأقصى المبارك). 

3 - إيجاد علاقات "ثقة" وتعاون مع المسؤولين على التراث الإسلامي (الأوقاف الإسلامية في القدس والمسيحي في المنطقة) وذلك من خلال تفعيل إدارة مشتركة يهودية – إسلامية - مسيحية تحت سيادة (الكيان الصهيوني) خارج إطار مواضيع السيادة الوطنية والسيطرة الدينية. 

4 توحيد شركتين حكوميتين بلديتين (تابعة للاحتلال) مع "صندوق تراث حائط (البراق) المبكى"، الذي يعمل في نطاق حائط البراق، ليصبح هيئة واحدة ناجعة ومركزية "واجهة القدس" ليعمل كذراع حكومية باشراك الشعب اليهودي وبلدية الاحتلال في القدس لتنفيذ المشروع. 


السماح لليهود بتدنيس الأقصى 

وقال مقدمو المشروع الاستيطاني إن الهدف هو تطوير وفتح موقع "الحوض التاريخي المقدس" في القدس للزائرين (المستوطنين واليهود من جميع دول العالم) كمركز "للتجربة الشعورية اليهودية والقومية كموقع زيارة وسياحة وصلاة هو المركزي والأول" في الكيان الصهيوني؛ أي السماح لليهود بإقامة طقوسهم في المسجد الأقصى المبارك وساحاته (عبارة عن ساحات عامة كأي منطقة في القدس وليست مسجد ) حسب واضعي المشروع. 

وأضاف المشروع، المدعم بالخرائط والصور، أنه "يجب ضمان حرية وصول اليهود، والحركة، ووقوف السيارات والأمن في الموقع كله، وفي المواقع المختلفة الخاصة فيه، مع الانفتاح وحرية الزيارة والصلاة في المنطقة جميعها". 

ويشير المشروع إلى ضرورة: "تطوير مكانة "الحوض المقدس" (الذي يشمل المسجد الأقصى المبارك والمقبرة الإسلامية في باب الأسباط وأرض الأوقاف في السلودحة وفي منطقة سلوان) على نحو يمكن من إبطال الاختلافات السياسية والقومية بحيث يمكن استخدامها كافة في الحياة والنشاط في الموقع كله؛ أي تسخير كافة هذه المباني والأراضي لخدمة المشروع "القومي الصهيوني" كمدينة يهودية صهيونية موروثة صهيونية قديمة حسب ادعائهم. 

ويحدد المشروع ويعرف ما هو "الحوض التاريخي" أو "الحوض المقدس" بما يلي: "المنطقة بين جبل الزيتون شرقا إلى "الحي اليهودي" (حارة الشرف سابقا) ومركز الحي المسيحي غربا، وبين "مدينة داود" (ويقصدون حي سلوان) جنوبا، إلى باب الساهرة شمالا، وبالتفصيل مواقع "مدينة داود" (ويقصدون حي سلوان)، والمقبرة، وقبة جبل الزيتون، وحديقة ناحل كدرون، وحدائق الملك، وحديقة جاي بن – هنوم، وباحة حائط "المبكى" (البراق) ومبنى المحكمة (المدرسة التنكزية مقر حرس الحدود اليوم)، ومنتزه عوفيل وموقع "الحرم القدسي" ( والتسمية الأصح: المسجد الأقصى المبارك)، وموقع المقبرة الإسلامية شرقي المسجد الأقصى المبارك، و"مدرون هشفاخيم" والحي الإسلامي، و"الحي اليهودي" (حارة الشرف سابقا)، والحي المسيحي، وموقع مغاير صدقياهو، ومحاور الحركة الرئيسية إلى الموقع: محور باب الخليل – باب المغاربة، ومحور طريق أريحا (راس العمود) – باب المغاربة، ومواقف سيارات: الحي وجفعاتي وجبل صهيون". 

تعزيز الانتشار الأمني في المسجد الأقصى المبارك

ويرى واضعو المشروع الصهاينة أنه "لابد من تركيز ونقل ضرورات الأمن والحراسة والسيطرة الأمنية في الموقع كله بما فيها السيطرة على "جبل الهيكل" (ويقصدون المسجد الأقصى المبارك) وباحة "حائط المبكى" (ويقصدون حائط البراق المحتل)". 

ويشدد المشروع على تركيز تنسيق وتوجيه تخطيط البناء كله والتطوير في الموقع كله، وإدماج مبادرات جهات، وجمعيات وسلطات تعمل في الموقع؛ أي أن البناء والتخطيط سيكون تحت سيطرة الإدارة الصهيونية الجديدة بعد رفع يد الأوقاف والكنائس عن أملاكهم وأوقافهم الإسلامية والمسيحية لتديرها جمعيات استيطانية وهيئات صهيونية والكونجرس اليهودي العالمي. 

وتقوم جهات استيطانية وحكومية وجمعيات دينية وسياسية بتجنيد الدعم المادي وجمع تبرعات وتوجيه مشاركة الشعب اليهودي في مشروع "انهاض مكانة الحوض المقدس"، حسب المشروع. 

ويضيف المشروع في محتواه كيفية إدارة باقي المرافق بعد نزع سيطرة وإدارة الأوقاف والكنائس. ويرى واضعو المشروع أنه لابد في المستقبل من إقامة بيت المديرية المشتركة و"حراسة الأماكن المقدسة في القدس". 

وينص المشروع على ضرورة تحديد الشركة التي ستنفذ المشروع على أنها "الجهة الممثلة للدولة والشعب اليهودي لإدارة ممتلكات التراث اليهودي في الموقع والحفاظ عليها، وخاصة "جبل الهيكل" (ويقصدون المسجد الأقصى المبارك)، وباحة حائط "المبكى" (ويقصدون حائط البراق) ومرتفع "مدينة داود" (ويقصدون البلدة القديمة وحي سلوان)، لضمان الانفتاح وسهولة وصول كل أبناء الشعب اليهودي إلى المواقع المقدسة"!؟


تزوير التاريخ في القدس 

ويؤكد المشروع على "ضمان مكانة الشعب اليهودي في قرارات حاسمة في شأن مصير أملاك التراث اليهودي معا وبمشاركة الدولة"، وإشراكه في سلطة القرار في إدارة الشركة وخاصة على المسجد الأقصى المبارك، وتحديد المكاتب الحكومية الصهيونية أو لجان الوزراء التي ستوجه القرارات لإقامة الجهة المذكورة، "لإشراك الشعب اليهودي، وإقامة مديرية مشتركة، للمراقبة وتوجيه مديرية الشركة على حسب غايتها". 

ويشمل المشروع الاستيطاني إقامة عدد من المشاريع الصغيرة في معظم جوانب "الحوض المقدس" بهدف تردد المستوطنين واليهود من جميع دول العالم عليها، بحيث يجري نشر الرؤية والتصور الصهيوني العنصري المشوه لتاريخ ومكانة وحضارة القدس العربية الإسلامية وفق الرؤية الصهيونية التي تغيب الوجود العربي والإسلامي والمسيحي. 

ومن بين هذه المشاريع: مراكز بحث ودور عرض أفلام ثلاثية الأبعاد وكذلك تنظيم حلقات وصفوف دراسية جامعية بالتنسيق مع كبرى الجامعات في العالم والجامعات الصهيونية لتدريس وعرض الرؤية الصهيونية لتاريخ وحضارة القدس وفلسطين بما يعزز الخطاب الصهيوني ويطمس ذلك البعد العربي والإسلامي للمدينة المقدسة. 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية