مفاهيم يجب أن تصحح وأسماء يجب الالتزام بها

المجموعة الأم: من نحن
نشر بتاريخ السبت, 12 تشرين1/أكتوبر 2013 19:18
الزيارات: 4644

 

أولا: المفاهيم

 

 1-   التعريف

 

المسجد الأقصى المبارك هو المساحة المسورة شبه المستطيلة الواقعة فوق هضبة موريا في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة بالقدس. وهذه المساحة أغلبها مكشوف، باستثناء عدة أبنية، أهمها الجامع القبلي (المبني في صدر المسجد الأقصى جهة القبلة وتعلوه قبة رصاصية)، وقبة الصخرة (المبنية في قلب المسجد الأقصى، ولونها ذهبي). كما يضم المسجد الأقصى المبارك عدة مصليات وقباب أخرى، وأسبلة مياه، ومواضئ، وآبار، ومصاطب، ومحاريب، وأروقة، ومدارس، وغيرها مما يقع داخل سوره.

ويخطئ البعض بإطلاق اسم "الحرم القدسي الشريف" على هذه الساحة، وإطلاق اسم "المسجد الأقصى" على الجامع القبلي، والذي هو الجامع الرئيسي داخل المسجد الأقصى، لأنهم بذلك يوهمون اقتصار المسجد الأقصى المبارك على جزء صغير منه فقط، بينما يتوهم أن ما يحيط بهذا الجزء هو حرم/ حمى خارج عن المسجد الأقصى وليس جزءا أصيلا منه. وهذا التوهم قد يقود إلى التفريط في بعض أجزاء المسجد الأقصى، ويمهد الطريق أمام المساعي الصهيونية لتقسيم المسجد المبارك، واقتطاع أجزاء منه!

 

إضافة إلى ذلك، فلفظ الحرم الذي بدأ إطلاقه منذ العصر المملوكي بقصد التشريف، خطأ شرعا، لأن في الإسلام حرمان فقط باتفاق العلماء هما حرما مكة والمدينة اللذان تقع عليهما أحكام فقهية خاصة.

 

ونفي كون المسجد الأقصى حرماً لا يقلل من مكانته، لأن له الكثير من الفضائل الواردة في القرآن والسنة، أهمها البركة التي وصفه الله بها، بعد أن سماه باسمه الصريح، في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير."

 

كما أن هناك أسماء أخرى للمسجد الأقصى المبارك ثابتة في السنة المطهرة، ومنها: بيت المقدس، وهو اسم قد يراد به المسجد الأقصى المبارك، أو مدينة القدس، أو الأرض المباركة عموما.

 

2-   البناء والتاريخ

 

عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري)

 

يدل هذا الحديث الصحيح على أن المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض، وذلك بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، مما يؤكد على أنه لم يقم قبله كنيس ولا هيكل ولا أي مبنى لعبادة غير الله.

 

ويرجح أن يكون آدم عليه السلام هو أول من بناه، ثم عمره النبيون بعده، ومنهم إبراهيم عليه السلام- الذي جدد أيضا بناء المسجد الحرام-، وسليمان عليه السلام- الذي جدد بناء المسجد الأقصى المبارك ودعا لمن صلى فيه، وهو ما يشير إليه القرآن الكريم والحديث الشريف.

 

وعقب الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15هـ)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جامعا في صدر المسجد الأقصى المبارك في موضع يعتقد أنه نفس الموضع الذي يقوم عليه الآن الجامع القبلي. ثم جاء الأمويون، وبنوا الجامع القبلي في مكانه الحالي، وكذلك قبة الصخرة. وفي العهود اللاحقة، اعتنى المسلمون بإعمار المسجد المبارك، وترميمه، والبناء فيه، خاصة في العهد المملوكي.

 

ويخطئ البعض بالاعتماد على الرواية اليهودية المحرفة القائلة بنسبة معبد أو هيكل مكان المسجد الأقصى إلى أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام. فالمسجد الأقصى أقيم قبل بعثتهم جميعا ابتداء، ثم إنهم، أساسا، أنبياء مسلمون لله تعالى، كما وصفهم القرآن، وما كان لهم أن يشيدوا بناء لعبادة غير الله.

 

 كما يخطئ البعض بالقول بأن المسجد الأقصى المبارك بناء أموي. فهذا يتعارض صراحة مع الحديث الشريف الذي يؤكد أنه ثاني مسجد وضع في الأرض. ويعود هذا الخطأ إلى الخطأ الأول الشائع الذي يقصر المسجد الأقصى المبارك على الجامع القبلي فقط.

 

فالواجب أن يتم الاعتماد –خاصة عند الحديث عن تاريخ المسجد الأقصى المبارك وبنائه- على القرآن الكريم والحديث الشريف، اللذين هما أدق وأصح المراجع، لا سيما في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ البيت المقدس.

 

 

ثانيا: الأسماء

 

 مما سبق يتضح ضرورة الالتزام وحث الآخرين على استخدام الأسماء التالية، تجنبا لاختلاط المفاهيم:

 

1.    استخدام اسم "المسجد الأقصى المبارك" بدلا من "الحرم القدسي الشريف" للإشارة إلى كامل مساحة المسجد الأقصى المبارك، والتي تشمل كل المباني والساحات الواقعة داخل السور الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة.

 

2.    استخدام اسم "الجامع القِبْلِيّ" بدلا من "المسجد الأقصى" للإشارة إلى الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى، المبني جهة القِبْلة، والذي تعلوه قبة رصاصية، ويمثل الجامع الرئيسي داخل المسجد الأقصى الفسيح.

 

3.    استخدام الأسماء الإسلامية: "المسجد الأقصى المبارك" أو "بيت المقدس" للإشارة إلى المسجد الأقصى في تاريخه القديم والحديث، ونبذ كلمتي المعبد/ الهيكل.

 

 

 

هو المسجد الأقصى المبارك  ... لا الحرم القدسي الشريف

 

هو المصلى القبلي ... لا المسجد الأقصى

 

 

هي قبة الصخرة ... قبة المسجد الأقصى المبارك الرئيسية وليست مسجدا مستقلا!