بابا الفاتيكان يزور أجزاء من الأقصى ويقتحم أخرى في رحلة "حج" إلى فلسطين والأردن

المجموعة الأم: النشرة
نشر بتاريخ السبت, 31 أيار/مايو 2014 10:54
الزيارات: 2254

 

** بابا الفاتيكان يطلع على مجسم للهيكل في ساحة البراق التي حولها الاحتلال إلى "مقدس" يهودي

 

خلال زيارة مثيرة للجدل إلى المسجد الأقصى المبارك، قام فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، بزيارة قبة الصخرة المقامة فوق أعلى صخرة في قلب المسجد الأقصى المبارك، وسط ترحيب مسئولين من إدارة الأوقاف الإسلامية، ثم قام باقتحام حائط البراق الذي هو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى بإذن سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت قد حولت الحائط إلى مزار يهودي تطلق عليه "حائط المبكى" أو "الكوتل kotel" منذ احتلالها المدينة يوم 7-6-1967م.

وخلال تواجده عند حائط البراق، اطلع فرانسيس على مجسم للهيكل برفقة عدد من الحاخامات ورجال الدين المسيحي واليهودي في ساحة البراق التي حولها الاحتلال إلى "مقدس" يهودي.

 

تمت زيارة البابا للمسجد الأقصى يوم الاثنين 26-5 -2014م، في اليوم الثالث من زيارته إلى فلسطين والأردن، وبعد يوم من زيارته إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس أيضا، وذلك قبل أيام من احتفالات صهيونية بالذكرى 47 لاحتلال المدينة المقدسة وفق التقويم العبري، وفي نفس اليوم الذي يحتفل فيه المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج، وأيضا بذكرى تحرير القدس من الفرنج الصليبين قبل 852 عاما.

وكانت جهات شعبية إسلامية قد دعت البابا إلى تجنب زيارة حائط البراق، وأكد متحدث باسم "المسيرة العالمية إلى القدس" أن هذه الخطوة ترسل رسالة خاطئة للمسلمين في أنحاء العالم والذين يؤمنون بأن الحائط جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك الذي هو جزء من عقيدتهم، حيث قامت عام 1929م، ثورة حملت اسم البراق وطالبت بإنهاء الاحتلال البريطاني للقدس والذي دعم مطالب اليهود بشأن الأرض المقدسة. 

وخلال الزيارة، منعت شرطة الاحتلال عددا من المصلين من دخول المسجد الأقصى، وفرضت حصارا على بواباته.

كما جرى اعتقال 8 فلسطينيين بالتزامن مع زيارة البابا لمدينة القدس عموما، وللبلدة القديمة خصوصا، بينهم 4 من حي الصوانة تم اعتقلهم قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد أمام منازلهم، واعتدت بالضرب المبرح على عدد من الأهالي قبل وبعد مغادرة موكب البابا فرانسيس الأول مقر القاصد الرسولي الكائن في الحي، لمنعهم من التواجد أمام منازلهم أو في أزقة الحارات، ووضعت الحواجز الحديدية، ونشرت المئات من قواتها في الشوارع والاحياء، واعتلت أسطح المنازل بحجة "تأمين موكب البابا".

واطلقت قوات الاحتلال الأعيرة المطاطية باتجاه الشبان الذين تجمعوا امام منازلهم في محاولة لإلقاء التحية على البابا فرانسيس الاول، فبعد مغادرة البابا لحي الصوانة بثوانٍ معدودة هاجمت السكان وأطلقت بصورة عشوائية الاعيرة المطاطية.

وكانت شرطة الاحتلال قد فرضت منذ ساعات ظهر الأحد إجراءات أمنية مشددة في أحياء واد الجوز والصوانة والطور – وهي الاحياء القريبة من مقر القاصد الرسولي - ووضعت الحواجز الحديدية على جانبي الطرق، ومنعت وقوف سيارات السكان أمام منازلهم، كما اتخذت أسطح العمارات كنقاط مراقبة.

ورفض السكان الإجراءات الاحتلالية غير المبررة في أحيائهم، مؤكدين بأن من افتعل المشاكل هذا اليوم هم قوات الاحتلال بسبب الانتشار الكثيف لها على مدار الساعة أمام المنازل.

وفي سياق متصل اعتقلت شرطة الاحتلال مساء الأحد 4 شبان مسيحيين واعتدت بالضرب المبرح على العائلات المسيحية التي حاولت التجمع عند باب الخليل في السور الغربي للبلدة القديمة بالقدس لاستقبال موكب بابا الفاتيكان.

وأوضح شهود عيان ان القوات منعت العائلات المسيحية والتي تجمعت عند باب الخليل من التواجد في محيط بطريركية اللاتين ، وأجبرتهم بالقوة على مغادرة المكان.

واستهجنت العائلات المسيحية الاجراءات الاسرائيلية وحرمانهم من إلقاء التحية على البابا فرانسيس في زيارته التاريخية للمنطقة، مؤكدين أن من حقهم مقابلته ومصافحته، رافضين "الحجة الأمنية الاسرائيلية".

وكان البابا السابق بندكتيوس السادس قد قام بزيارة مماثلة إلى المسجد الأقصى وخاصة إلى قبته، قبة الصخرة، في مايو عام 2009م.

 

يذكر أن الفرنج الكاثوليك كانوا قد حولوا قبة الصخرة التي تعتبر القبة الرئيسية للمسجد الأقصى المبارك إلى كنيسة باسم "أقدس المقدسات"، بينما حولوا أجزاء أخرى من المسجد إلى دور للفرسان أطلقوا عليهم "فرسان المعبد" خلال احتلالهم للمدينة الذي استمر قرابة 100 عام قبل أن يخرجهم منها القائد صلاح الدين في ذكرى الإسراء والمعراج من عام 583هـ، الموافق 2 أكتوبر 1184م.

المصدر: فلسطينيو 48 (بتصرف)