بعد حرمان صباحي لتسهيل اقتحامات المستوطنين والسياح .. نساء الأقصى يعانقن مسجدهن من جديد

المجموعة الأم: النشرة
نشر بتاريخ الجمعة, 22 آب/أغسطس 2014 09:51
الزيارات: 2577

 

تقرير: جمان بسام أبو عرفة
بتاريخ  20/08/2014 

 
 

"سجدة الاشتياق"
سجدت الحاجة أم علي من بئر السبع سجدة في جوف الليل راجية بدموع مدرارة أن يمن الله عليها بدخول المسجد الأقصى، فهي منذ أيام طويلة تجلس على أبوابه ويحول جنود الاحتلال بينها وبينه.
 

 

فجرا، استقلت أم علي وأخواتها حافلة البيارق قاطعات مسافات طويلة ابتغاء بركة المسجد الأقصى. حين وصلت وعلمت أن الأقصى مفتوح بعد أن كان مغلقا لأيام خلت؛ خرت ساجدة على عتبات المسجد، تمرغ جبهتها بثراه الطاهر وتبكي شوقا وحمدا في سجدة اشتياق!

 

 
"أيام شداد"
فتحت أبواب الأقصى يوم الاثنين الماضي (18-8-2014م)، بعد أن شهد المسجد أياما شدادا، منعت فيها النسوة من جميع الأعمار من دخول مسجدهن صباحا فيما منع الرجال دون الثلاثين. المنع وصل الى الساعة الحادية عشرة ثم امتد للساعة الثالثة بعد الظهر، ما اضطر النسوة لأداء صلاة الظهر على الأبواب والشمس متربعة في كبد السماء.

 

 

 
"صرخة حرائر الأقصى"
في اليوم ذاته "الاثنين"، قالت نساء الأقصى كلمتهن في مؤتمر بعنوان "صرخة حرائر الأقصى" رافضات لمنعهن من دخول الأقصى، وموجهات نداءهن للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ضمن حملة توقيعات جاوزت الألف توقيع من نساء القدس والداخل الفلسطيني مناهضة لقرار المنع الجائر.
 

 

حتى الآن، عادت أبواب الأقصى كسابق عهدها مفتوحة في وجوه محبات الأقصى، ما اعتبرته النسوة ثمرة من ثمرات رباطهن وصمودهن لساعات وأيام طوال، وما اعتبرنه أيضا نصرا على القوة الاحتلالية المتغطرسة.

 

 

"الحياة تدب من جديد"
الداخل إلى الأقصى الآن يشعر وكأن الروح قد عادت لجسده، فالمئات من نساء الأقصى عدن لتلاوة الذكر في باحاته، وتدارس العلم على مصاطبه، مع أطفالهن الذين تملأ أصوات ضحكاتهم الجنبات وتبعث ألعابهم الحياة في باحات الأقصى من جديد.

 

 

"ماذا قالت نساء الأقصى؟"

أم مالك أبو الهوى قالت: "أشعر الآن وكأن الاقصى يبتسم ضاحكا لنا، فنحن أهله وبحاجة إليه ليمدنا بالسكينة والبركة والقوة، وسنبقى فيه رغم كل المضايقات والاعتداءات".

 

 

وقالت إيمان مجاهد وهي تمسك بيد ابنتها الصغيرة منى: "سعادتي أنا وابنتي لا توصف، لقد اعتدنا على مسجدنا. كل يوم توقظني ابنتي صباحا وتقول لي اشتقت الى الاقصى, لماذا يغلقه اليهود في وجوهنا".

 

أما أم عبد رشيد فتقول: "لقد سئمنا الجلوس في الطرقات واشتقنا لمسجدنا، والله لو أمكث طوال يومي جالسة على ترابه فلن أكل أو أمل، اليوم دخلت من باب الاسباط ونظرت في عيني ذلك الجندي ولسان حالي يقول: "سيأتي ذلك اليوم الذي يعود الأقصى خالصا للمسلمين, ويذهب الزبد كله".