فدوى أبو طير.. شهيدة الفداء على عتبات الأقصى

المجموعة الأم: النشرة
نشر بتاريخ الجمعة, 11 آذار/مارس 2016 09:44
الزيارات: 1948

الناشر الأصلي: المركز الفلسطيني للإعلام
بتاريخ: 9 مارس/آذار 2016م

 


على أبواب المسجد الأقصى المبارك، قبلة المسلمين الأولى، ارتقت شهيدة، وضرجت بدمائها جنبات المكان، لتروي حكاية عشق الأرض بالدم الزكي وتفديها بأغلى ما يملك الإنسان، حيث كانت تهم للدخول إلى المسجد الأسير لأداء الصلاة فيه، رغم أنف المحتل وصلفه وجبروته.

فليس ببعيد عن الأقصى، أعدمت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء (8-3) برصاصات غاشمة السيدة المقدسية فدوى أبو طير من بلدة أم طوبا بشارع الواد داخل البلدة القديمة للقدس المحتلة، مدعية محاولتها القيام بعملية طعن.

 

الأم والجدة والمرابطة
المقدسية أبو طير (51 عاما) أم لثلاث شابات وشابين أصغرهم 21 عاماً، وجدة لأكثر من عشرة أحفاد، “كانت تتمتع بحب الجميع لها، لا تؤذي أحداً”، حسبما يقول نجلها محمد أبو طير.

 

وينفي محمد أبو طير ما زعمته قوات الاحتلال حول محاولة والدته تنفيذ عملية طعن، قائلاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “والدتي مرابطة ومحافظة على صلاتها بالمسجد الأقصى؛ فهي على الدوام تتوجه إليه، وكغيرها من المصلين تجتاز الحواجز العسكرية والتي يكون فيها العديد من الجنود الذين يترصدون المصلين والمارة”.

 

وأضاف أبو طير: “والدتي استشهدت وقد سبقتها الأسيرة المقدسية شروق دويات والتي كانت على مقربة من الشهادة  في نفس ذلك الشارع، والادعاء واحد، وهو محاولة طعن، ولكن شهود العيان قالوا بأنها لم تحمل سكينًا، ولم تطعن، فأين المحاولة وأين الأداة؟”.

 

أبو طير، بدموع وحرقة تشعل قلبه، يدعو الله عز وجل أن يتقبل والدته شهيدة عنده، وأن يسكنها الفردوس الأعلى، قائلا: “نيالها عند الله، نيتها الصلاة في المسجد الأقصى”.

 

وبعد استشهاد الأم أبو طير استدعت شرطة الاحتلال نجلها محمد للتحقيق، برفقة شقيقه الأصغر صهيب.

 

ويطالب محمد أبو طير نجل الشهيدة فدوى أبو طير كافة المؤسسات الحقوقية والمستوى السياسي الفلسطيني بالتدخل للإفراج عن كافة جثامين الشهداء المحتجزة منذ مطلع أكتوبر وحتى اليوم من بينهم والدته حتى تنعم العائلة بالسكينة والطمأنينة وتستطيع زيارة قبرها متى ما شاءت، كما قال.

 

يقول: “إكرام الميت دفنه، فبأي حق من حقوق البشرية، وبأي شرع من الأديان السماوية يتم احتجاز الجثامين”.

 

عملية إعدام

أما زهرة قوس، شاهدة عيان على إعدام أبو طير تقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “لم يكن بحوزتها أي شيء، أطلق الجندي عليها النار فألقيت على الأرض، ولم يكن أيضاً حولها أية سكين، كانت مغطاة بالدم”.

 

وتضيف قوس: “سمعنا إطلاق النار، وفجأة تحركت باتجاهها، حاولت التقدم لمساعدتها إلا أن قوات الاحتلال دفعتني ودفعت كل من تواجد بمكان الحدث، وأخلي المكان ليتحول لثكنة عسكرية، ومنعوا الطواقم الطبية المتواجدة من مساعدتها أيضا، وبقيت تنزف على الأرض حتى استشهادها”.

 

أما الشاب محمد أبو سنينة، شاهد عيان آخر على جريمة الإعدام، فيقول: “قوات الاحتلال وأثناء مرور الشهيدة فدوى أبو طير قام أحد أفرادها باستدعائها للتفتيش، ولكنها لم تسمع الشرطي، فقام على إثرها بإطلاق رصاصات كثيفة أرداها شهيدة على تراب القدس”.

 

ويؤكد أبو سنينة أن الشهيدة لم يكن بحوزتها أي شيء حاد حولها، فقد كانت متجهة للصلاة بالأقصى كغيرها من المصلين”.

 

وارتقت أبو طير شهيدة في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة، ولكن سرعان ما جاء الانتقام ليُقتل في ذات اليوم صهيوني، ويصاب أكثر من 12 آخرين في سلسلة عمليات في القدس و”تل أبيب” ويافا.