القرن 1 - أبو عبيدة بن الجراح

المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 13:39
الزيارات: 2182

 

من أعلام القرن الأول الهجري

 

الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح

(ت 18هـ)

 

أمين هذه الأمة، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، فاتح الشام، ودرته القدس الشريف. كان أحد أربعة قواد أرسلهم الخليفة أبو بكر الصديق (t) إلى الشام عام 12هـ = 633م على رأس أربعة جيوش لفتحه، وأعلن أنه أميرهم إذا اجتمعوا، وفيه قال: "عليكم بالهيّن الليّن الذي إذا ظُلم لم يَظْلِم، وإذا أُسيء إليه غفر، وإذا قُطِعَ وَصَل، رحيم بالمؤمنين، شديد على الكافرين: عامر بن الجراح".

 

وبعد وصول خالد بن الوليد إلى الشام على رأس مدد من العراق، عمل أبو عبيدة جنديا تحت إمرته إلى أن أمره عمر بن الخطاب (t)، بعد توليه الخلافة، بتولي إمرة الجيش، وذلك خلال معركة اليرموك الفاصلة. لكن أبا عبيدة آثر أن يكتم الخبر حتى أتم خالد فتحه العظيم، عندها تقدّم إليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين! ويسأله خالد: يرحمك الله يا أبا عبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟ فيجيبه أمين الأمة: إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله إخوة! ثم أمره عمر بقيادة الجيش والتوجه به إلى بيت المقدس، ففتحها صلحا بحضور الخليفة بنفسه، عام 15هـ أو 16هـ.

 

وفي زيارة لأمير المؤمنين إلى الشام، سأل مستقبليه: أين أخي؟ فيقولون من؟ فيجيبهم: أبو عبيدة بن الجراح. ويأتي أبو عبيدة، فيعانقه أمير المؤمنين عمر، ثم يصحبه إلى داره، فلا يجد فيها من الأثاث شيئا، لا يجد إلا سيفه وترسه ورحله. ويسأله عمر وهو يبتسم: "ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس؟" فيجيبه أبو عبيدة: "يا أمير المؤمنين، هذا يبلّغني المقيل"، فقال عمر: "غيّرتنا الدنيا كلنا، غيرك يا أبا عبيدة". وقال: "إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حيّ استخلفته". كما روى الحاكم وابن سعد أن عمر بن الخطاب قال لجلسائه يوماً: تمنوا، فتمنوا، فقال عمر: لكني أتمنى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح.

 

توفي في طاعون عمواس سنة 18هـ، وله 58 عاما، وعندما حضرته الوفاة، استخلف معاذ بن جبل على الشام.