نشرة الأقصى الإلكترونية

"أحلام اليقظة".. ونظرية بناء "الهيكل وفق الوصايا العشر"

 المصدر: موقع الأقصى أونلاين

 تاريخ النشر الأصلي: 16/4/2007م

تثير المحاولة التي قام بها متطرفون يهود أمس (الأحد 15/4) لإلصاق الوصايا العشر على مدخل باب المغاربة أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى مخاوف لدى مسؤولي الأوقاف الإسلامية في القدس من خطورة المرحلة القادمة وما يخطط له هؤلاء المتطرفون من خلال محاولتهم تلك التي قد تشكل بداية لتنفيذ نظرية من أربع نظريات وضعوها لبناء "الهيكل".

هذه النظرية كان تضمنها كتاب صدر مؤخرا في "إسرائيل" ويلقى رواجا كبيرا في أوساط المتطرفين اليهود، يعرض بالتفصيل نظريات ممكنة التحقيق لبناء "الهيكل"، ومن بينها الشروع فورا ببنائه كمرحلة أولى في موقع الحفريات "الإسرائيلية" الجارية حاليا في باب المغاربة بتصاميم خاصة.

وتقوم هذه النظرية على بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر بلصق الحائط الغربي للمسجد الأقصى وبارتفاع يساوي ساحة المسجد الأقصى الحالية، وفوق هذه الأعمدة يقام بناء "الهيكل"، ومن هناك يتجه البناء إلى عامود مقدس يزعمون أنه موجود في ساحة الصخرة المشرفة.

وقريبا من هذه النظرية يتضمن الكتاب نظرية ثانية تنادي ببناء "الهيكل" قرب الحائط الغربي للمسجد الأقصى على نحو عمودي بحيث يرتفع بناء هذا "الهيكل" أعلى كثيرا من المسجد الأقصى على أن يتم ربطه مع ساحة المسجد من الداخل.

وتقترب هاتان النظريتان كثيرا من واقع ما يجري حاليا في باب المغاربة من إزالة لتلة باب المغاربة التاريخية، وما تقوم به سلطة الآثار "الإسرائيلية" من توسعة لساحة حائط البراق خاصة مصلى النساء اليهوديات، وما سبق ذلك من قيام سلطة الآثار "الإسرائيلية" من تفكيك كثير من العمارات الإسلامية وأهمها "دار الإمارة الأموية" واستخدام حجارتها الضخمة في بناء حديقة إسمنتية، والاحتفاظ بكثير من هذه الحجارة في أماكن سرية لاستخدامها مستقبلا في بناء "الهيكل" حال شرع بذلك، حيث يزعم الإدعاء "الإسرائيلي" بأن حجارة "دار الإمارة" هي من بقايا هيكلهم المدمر.

كما يتصل بهاتين النظريتين أيضا تركز شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرها "الإسرائيليون" في المكان وأشهرها نفق البراق الواقع على امتداد الحائط الغربي للمسجد الأقصى، إضافة إلى أعمال بناء الكنيس اليهودي الجارية في شارع الواد حاليا والمطل على ساحات المسجد الأقصى من ناحية الغرب متوسطا الطريق أعلى نفق البراق، وهو في ارتفاع مبناه يعلو بناء المسجد الأقصى، ولا يبعد كثيرا عن سلسلة مبان يسيطر عليها مستوطنون حولت إلى مدارس تلمودية، إضافة إلى مبان تحولت إلى مراكز شرطية كما هو الحال بالنسبة لعقار آل الهدمي، ومبنى المحكمة التنكزية في منتهى شارع السلسلة.

ويزيد عدد العقارات التي تسيطر عليها جماعات يهودية متطرفة على امتداد الجدار الغربي للمسجد الأقصى عن عشرين عقارا من أصل 70 عقارا كانوا استولوا عليها منذ العام 1983.

ويقول هايل صندوقة أحد أبرز المختصين في متابعة الاستيطان اليهودي في القدس القديمة أن تركيز السيطرة اليهودية على عقارات تتاخم المسجد الأقصى ليس له الا هدفا واحدا وهو السيطرة لاحقا على المكان سواء خارج ساحات الأقصى أو داخله وقد بدءوا بالفعل مشروعهم هذا منذ فترة ويعملون على مدار الساعة لبلوغ هدفهم النهائي.

وحذر صندوقة من أن السيطرة على العقارات يرافقه ترحيل صامت للمقدسيين أصحاب هذه العقارات ، وبالتالي اقتطاع أمكنة جديدة ومساحات إضافية ، وسيكون بمقدورهم مستقبلا منع المصلين من الوصول إلى داخل المسجد لأن الوصول إليه سيصبح عبر تجمعاتهم الاستيطانية.

في حين يعتقد الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن ما يجري من سيطرة على العقارات حول المسجد الأقصى، واستمرار الحفريات في باب المغاربة يمهد بالفعل لترجمة نظريات بناء "الهيكل" واقعا على الأرض، محذرا من خطورة ما يجري.

وعبر صبري عن قلق متزايد مما يقوم به "الإسرائيليون" واندفاعهم نحو مزيد من الحفريات ، ومن تغيير يحدثونه على الأرض، وسط صمت عربي وإسلامي.وقال :" من الواضح أن "الإسرائيليين" انتقلوا من النظريات إلى مرحلة البناء على الأرض وهذا ما يحصل الآن".

يذكر أن "أحلام اليقظة" يشتمل على نظريتين أخريين لبناء "الهيكل"، إحداهما تبدو غير واقعية تماما ومستحيلة التطبيق يطلق عليها اسم " الترانسفير العمراني " أي حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا ونقل المسجد كما هو خرج القدس، وإقامة "الهيكل" مكانه.

وتقترح هذه النظرية مكانا بديلا لوضع مسجد الصخرة فيه وهو منطقة خرج أسوار البلدة القديمة فيما يعرف ب " جورة العناب " على بهد 200 متر تقريبا من باب الخليل أحد البوابات الرئيسية للقدس القديمة.

أما النظرية الثالثة فتنادي ببناء "الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى برمته بعد إزالته تماما, ولهذه النظرية أتباع ومؤيدون بل هناك تنظيمات يهودية عنيفة تنادي بإزالة المسجد الأقصى كان أخطرها التنظيم الإرهابي اليهودي الذي خطط في مستهل الثمانينيات لتفجير المسجد الأقصى بزعامة يهودا عتصيوني، في حين تتبنى جماعات أخرى مثل " أمناء جبل الهيكل" أراء متماثلة مع هذه النظرية، ويلتقي مع أهداف هذه الجماعات جمعيات استيطانية تشرف على تهويد القدس القديمة والسيطرة على عقاراتها مثل "عطيرات كهانيم"، و"عطيرات ليوشنا ".

 

روابط ذات صلة:

حراس الأقصى يحبطون محاولة متطرفين يهود إلصاق "الوصايا العشر" على باب المغاربة ومؤسسة الأقصى تحذّر من تبعات الجريمة

المسجد الأقصى المبارك - اعتداءات ومخاطر


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية