نشرة الأقصى الإلكترونية

رحلة الأرواح إلى البيت المقدَّس

مئذنة الأسباط ... رفعة الأسطوانة

 تاريخ النشر الأصلي: 17/04/2007

 عبدالله معروف - اسكتلندا

 

مئذنة الأسباط تشمخ عالياً إلى السماء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والأنبياء والناس أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

رحلتنا اليوم ترتقي إلى مئذنة من مآذن الأقصى المبارك الأربعة المباركة، فالأقصى المبارك يحتوي على أربعة مآذن، كلها تقع في الجهتين الشمالية والغربية للأقصى، وذلك لأن الجهتين الشرقية والجنوبية بعيدتان نوعاً ما عن البنيان، ومآذن الأقصى كلها مربعة الشكل إلا هذه المئذنة المباركة، وهي مئذنة الأسباط.

تقع مئذنتنا الشريفة هذه في الجهة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك، وهي بالتالي تصل بصوتها الجليل إلى الحارات الشمالية للمدينة المقدسة مثل حارة السعدية وغيرها. وسميت «الأسباط» لقربها من باب الأسباط أحد بوابات الأقصى، وهي تسمى أيضاً المئذنة الصلاحية، نظراً لقربها من المدرسة الصلاحية التي أسسها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

وهي أسطوانية مستديرة الشكل، يغلب على بنائها الطراز العثماني، وقد بنيت -كما يبدو من نقوشها- في عصر الملك الأشرف شعبان بن محمد بن قلاوون، أي أنها مملوكية البناء. ومع ذلك فشكلها وطراز بنائها لا يوحي بذلك، ذلك أنها قد جددت بالكامل في العصر العثماني، ثم أعيد بناؤها بالكامل في أيام الانتداب البريطاني على يد المجلس الإسلامي الأعلى عام 1937م، بعد أن صدعها زلزال قوي.

ولكن السنين تأبى إلا أن تأتي بأخطارها على هذه المئذنة، فهي تعاني كغيرها من الآثار في الأقصى المبارك من ويلات الاحتلال. وهذه المئذنة بالذات كانت قد شهدت معركة شديدة في بداية انتفاضة الأقصى، حيث سقط قربها الشهيد مجدي المسلماني وسنه 15 عاماً فقط، على أيدي قوات المستعربين الصهاينة بتاريخ 6/10/2000م. وكانت تلك المعركة قد بدأت مع اقتحام قوات الاحتلال الأقصى عند باب السلسلة بعد صلاة الجمعة، ثم انتقلت المعركة إلى الساحات الخارجية أمام هذه المئذنة الشريفة، فوجهت لها قوات الاحتلال الرصاص الحي من خارج المسجد الأقصى المبارك لعلها تصيب الشبان الذين احتموا قربها. ولما لم يفلح الظالمون إذا بهم يقتلون مجدي أمام آلاف الناظرين بعد أن قبضوا عليه وقيدوه راجين أن يخيفوا بذلك المدافعين عن الأقصى، ولم تنته المعركة إلا بعد اقتحام الأقصى المبارك عند صلاة المغرب من قبل آلاف الجنود غير آبهين بالنداءات التي تعالت من مئذنة الأسباط تناشد العالم حفظ حرمة هذا المكان الطاهر.

هكذا قدر الأماكن الجليلة، أن تشهد التاريخ وتشهد على الناس، فحجارة هذه المئذنة لو نطقت لشهدت لمن حارب ودافع عنها ومن جرح ووقع على عتباتها الشريفة، وهذا هو حق الأقصى المبارك على هذه الأمة. إلى الملتقى مع مئذنة أخرى من مآذن الأقصى الغالي.

المصدر: جريدة السبيل

روابط ذات صلة:

 مئذنة باب الغوانمة .. الأعلى والأجمل - عبد الله معروف

مئذنة باب السلسلة.. حين تلتقي البساطة بالجمال - عبد الله معروف

مئذنة باب المغاربة.. وصراع الأذان  - عبد الله معروف

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية