نشرة الأقصى الإلكترونية

رحلة الأرواح إلى البيت المقدَّس

 مئذنة باب الغوانمة .. الأعلى والأجمل

 تاريخ النشر الأصلي: 24/4/2007م

 عبدالله معروف - اسكتلندا

 

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات والأرض وما بينهما، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه أجمعين.

 

في هذه الرحلة تنتقل أرواحنا معاً لتحط فوق أعلى المآذن في المسجد الأقصى المبارك، وهي المئذنة المربعة المميزة، مئذنة باب الغوانمة.

 

هذه المئذنة الجليلة تعد من حيث البناء أعلى المآذن في المسجد الأقصى المبارك، ذلك أنها تقع فوق امتداد الهضبة المقابلة لهضبة موريا (وهو اسم الهضبة التي أقيم فوقها المسجد الأقصى المبارك) من الناحية الشمالية الغربية، وتقع تماما في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد الأقصى المبارك.

 

سميت بهذا الاسم نسبة لباب الغوانمة الذي تقع قربه، والاثنان سميا بذلك نسبةً لحارة الغوانمة القريبة من المنطقة، نسبة لاسم عائلة كانت تقطن هذه المنطقة. ولها من الأسماء أيضاً (مئذنة قلاوون) على السلطان المملوكي قلاوون الصالحي، و(مئذنة السرايا) نسبة للسرايا (أي القصر) الذي كان يقع قربها في العصر المملوكي. وهي تعد في نظري أجمل المآذن وأتقنها صنعاً، وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى روعة في البناء والزخرفة والتناسق، وتغلب عليها الأعمدة الرخامية الصغيرة والشبابيك والمقرنصات.

 

قيل إن أول من بناها السلطان المملوكي حسام الدين لاجين، ولكني، بعد البحث والتحري، أرجح أنها بنيت لأول مرة في العصر الأموي، حيث كان الأمويون أول من سن سنة المآذن في المساجد، ويشهد لذلك شبهها إلى حد ما مع المئذنة الأموية في الجامع الأموي الكبير في دمشق، فهي بذلك ليست فقط أجمل وأطول المآذن في الأقصى، بل أقدمها أيضاً. وقد رممت في عدة عصور أيام المماليك، وعلى يد المجلس الإسلامي الأعلى أيام الاحتلال البريطاني، وكان آخر ترميم لها عام 2001م على إثر تصدعها.

 

ولعل هذه الميزات في مئذنتنا الجليلة هي التي وضعتها تحت عين الاحتلال، فموقع المئذنة حساس جداً، وهي تقع في أخطر المواقع في الأقصى، نظرا لكونها تشرف على جميع أنحاء الأقصى، ويمكن من فوقها الإشراف بسهولة على المسجد كله، والتحكم فيه، ولعل هذا سبب اعتداءات الصهاينة المتكررة عليها. فقد حاولت سلطات الاحتلال اقتحام هذه المئذنة غير مرة والسيطرة عليها عبر المدرسة العمرية. كما أن النفق المشؤوم الذي افتتح عام 1996 يمر قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة، مما أدى إلى تصدعها وضعف بنائها، مما استدعى ترميمها الأخير عام 2001م. إلا أنها تبقى بإذن الله عزيزة شامخة، تسمع الأذان لكل تلك الناحية متحديةً رافضةً للحصار والاعتداء، وتنتظر في الوقت نفسه قدوم المؤمنين ليزيلوا عنها تعب الزمن، فهلا سمعنا ولبينا النداء؟

المصدر: جريدة السبيل

روابط ذات صلة:

مئذنة الأسباط ... رفعة الأسطوانة- عبد الله معروف

مئذنة باب السلسلة.. حين تلتقي البساطة بالجمال - عبد الله معروف

مئذنة باب المغاربة.. وصراع الأذان  - عبد الله معروف


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية