نشرة الأقصى الإلكترونية

لبيــك يـــا أقـــصى (4)


الشيخ رائد صلاح
تاريخ النشر: 15/3/2007م

 

1- وكان يوم الجمعة الموافق 9/2/2007م ، وعلى ضوء ما اتفقنا عليه في الحركة الإسلامية فقد توجهت حافلات أهلنا في هذا اليوم من النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية، على اعتبار أنه يوم نفير إلى المسجد الأقصى ، وكما هو متوقع فقد منعت المؤسسة “الاسرائيلية” بقوة سلاحها كل من هو دون الخمسين عاما دخول المسجد الأقصى ، وكما هو متوقع فقد واصلت المؤسسة “الاسرائيلية” حصار المسجد الأقصى من كل الجهات والطرق بالحواجز العسكرية والقوات والخيول وسيارات الاعتقال وسيارات ضخ الماء الساخن علينا ، لذلك فقد صلّى كثير من أهلنا صلاة الجمعة في الشوارع تحت حراب وأسلحة قوات الاحتلال “الاسرائيلي” .

2- وأما من دخلوا إلى المسجد الأقصى فقد بدأوا بتأدية صلاة الجمعة ، ولكن - وَوِفق شهادة الكثير من الأهل- ، وإذ بقوات احتلالية “اسرائيلية” بلغ عددها ثلاثة آلاف جندي بكامل عتادهم ، وإذ بهم يقتحمون المسجد قبل أن ينهي الأهل صلاتهم ، وراح هؤلاء الجنود يلقون القنابل الصوتية والدخانية في كل مكان من رحاب المسجد الأقصى ، وراحوا يطلقون الرصاص المطاطي تارة ، أو ينقضون بهراواتهم على حشود المصلين تارة أخرى ، وهكذا استبيحت حرمة المسجد وسالت دماء المصلين وتلبدت سماؤه بسحب الدخان وهو مشهد متكرر ليس بالجديد ولا يزال يعود على نفسه منذ أن احتلت المؤسسة “الاسرائيلية” المسجد الأقصى منذ عام 1967م ، ولن يزول هذا المشهد الاحتلالي إلا إذا زال الاحتلال “الاسرائيلي” عن المسجد الأقصى ، بَيد أن ما حدث اليوم هو أن القوات الاحتلالية “الاسرائيلية” قامت بإغلاق أبواب المسجد الداخلية بالقيود الحديدية الصلبة وحاصرت حشود أهلنا المصلين والمصليات في داخل مبانيه .

3- ووسط أجواء هذه المحنة يتألق دور المرأة المسلمة فتقوم المئات منهنّ بالتصدي لقوات الاحتلال “الاسرائيلي” بأيديهنّ التي لا تحمل إلاّ الحق ، ورغم أن أيديهنّ ما كانت تحمل سوى الحق إلا أن أحد جنود الاحتلال “الاسرائيلي” أهوى بهراوته القاسية على رأس الشهيدة ( يسرى محمد الطويل) فسقطت على الأرض وأصيبت بنزيف داخلي في رأسها ، ووصلت بعض قطرات دمها إلى دماغها ، فظلت في حالة موت سريري عشرة أيام ثم زفت من المسجد الأقصى شهيدة إلى جنات الخلود.

4- ووسط أجواء هذه المحنة انتشرت المواجهات مع قوات الاحتلال “الاسرائيلية” خارج المسجد الأقصى في وادي الجوز وباب العمود ، كما وانتشرت مواجهات أخرى في قلنديا ، وقد قامت الفضائيات المختلفة بنقل كل هذه المشاهد بالبث المباشر إلى كل أهل الأرض ، وهذا يعني أن هموم القدس الشريف ومأساة المسجد الأقصى باتت تنقل بالبث المباشر إلى كل مسلم وعربي وفلسطيني في كل العالم ، وهذا يعني أنه لا عذر لأي فرد في هذا الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بعد اليوم ، نعم لا عذر له إذا تقاعس عن نصرة القدس الشريف والمسجد الاقصى ، ولا عذر له إذا قال : لا أعلم .

5- ووسط أجواء هذه المحنة سارت المظاهرة الكبرى بعد عصر هذا اليوم في مدينة الناصرة ، ورددت حناجر أكثر من عشرين ألفا من أهلنا رجالا ونساء بصوت مدو واحد ( بالروح بالدم نفديك يا أقصى) ، ثم في ختام هذه المظاهرة الكبرى تحدث رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي ، وتحدث الشيخ كمال خطيب وتحدثت أنا ، وأعلنّا في ختامها عن يوم نفير في الغد إلى المسجد الأقصى وهو يوم السبت الموافق 10/2/2007م .

6- وجاء يوم السبت الموافق 10/2/2007م وكان يوم نفير إلى المسجد الأقصى ، حيث راحت حافلات أهلنا منذ الصباح تنطلق من النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية إلى المسجد الأقصى ، وكالعادة فقد أبقت قوات الاحتلال “الاسرائيلي” المسجد الأقصى تحت الحصار ومنعت كل من هو دون الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى ، ولذلك فقد اجتمع عدد غفير من الممنوعين وأدوا صلاة الظهر في وادي الجوز تحاصرهم القوات “الاسرائيلية” الاحتلالية وتشهر في وجوههم أسلحتها وهراواتها .

7- وفي هذا اليوم تم عقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة العليا لبحث كيفية مواجهة هذه الجريمة “الاسرائيلية” التي بدأت بهدم جزء من المسجد الأقصى منذ يوم الثلاثاء 6/2/2007م، وعندما أعطي لي الأذن بالكلام وجدت من الضروري أن أبين أن الاجتماع جاء متأخرا ، وكان الأوجب أن يعقد فور وقوع تلك الجريمة “الاسرائيلية” ، ثم اجتهدت أن أبين لكل الحضور ماهية تلك الجريمة، وماهية أبعادها، وما تحمل من كوارث تهدد المسجد الأقصى ، وأنهيت حديثي مؤكدا لكل الحضور، أننا في الحركة الإسلامية قد أعددنا برنامجا مفصلا لمواجهة هذه الجريمة، وفي نفس الوقت فنحن نبارك كل جهد آخر يعزز من الموقف المطلوب للتصدي لهذه الجريمة ، ثم تحدث الكثير من الحضور، واتخذت عدة قرارات، لم ينفذ منها حتى الآن إلاّ حضور وفد باسم لجنة المتابعة عقد لقاء مع هيئة الأوقاف، مؤكدا تضامنه مع قضية المسجد الأقصى واستنكاره ورفضه لهذه الجريمة “الاسرائيلية” .

8- وفي هذا اليوم، وبعد أن انتهى اجتماع لجنة المتابعة، قمنا بعقد اجتماع آخر للحركة الإسلامية ، وبعد أن تدارسنا الموقف من كل جوانبه اتفقنا على سلسلة نشاطات محلية وعالمية ، واتفقنا على تشكيل لجنة ثمانية خاصة تعمل على تنفيذ قراراتنا التي اتخذت من أجل نصرة القدس الشريف والأقصى المبارك، وحتى ننجح بتطبيق كل هذه القرارات فقد صنفنا جميع أبناء الحركة الإسلامية إلى مجموعات وألزمنا أبناء كل مجموعة عدم التقصير بأداء واجبهم نصرة للقدس الشريف والأقصى المبارك ، وكحد أدنى فقد ألزمنا كل مجموعة أن تحافظ على رباط يوم ثابت من كل أسبوع في المسجد الأقصى إلا إذا اقتضت الضرورة غير ذلك ، وكحد أدنى فقد جدولنا نشاطات الأسبوع القادم علينا واتفقنا على تقييم كل أسبوع وجدولة نشاطات كل أسبوع يليه إلى ما شاء الله تعالى.

9- وجاء يوم الأحد الموافق 11/2/2007م ، فتوجهنا صباحا إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك ، وكانت نقطة التقاء الممنوعين منا دخول المسجد الأقصى في وادي الجوز مقابل ما يعرف بالحسبة وبالقرب من مبنى الإطفائية ، وهنا أؤكد أننا قد وجدنا كل خير من أهلنا في القدس الشريف خلال رباطنا في هذه البقعة المباركة من القدس الشريف، وسأفرد مقالة خاصة عن مكارم أهل القدس الشريف رجالا ونساء ، بيد أني أقول على وجه الإجمال أنهم قد أرفدونا طوال الوقت بالماء والشاي والقهوة ووجبات الطعام والفواكه ، وداوموا مرابطين معنا في هذه المكان الذي كنا نصلي فيه ، ونستقبل الوفود ، ونجري المقابلات الإعلامية ونعقد المؤتمرات الصحفية ، ونخطب في كل الحشود مبينين لهم آخر كل مستجدات في هذه الجريمة “الاسرائيلية” الكبرى التي لا تزال تهدم جزءاً من المسجد الأقصى .

01- وفي هذا اليوم وما قبله وما بعده من أيام جرت العادة أن تتوجه المجموعات التي اتفقنا على رباطها اليومي في المسجد الأقصى، جرت العادة أن تتوجه كل مجموعة يومياً إلى باب المغاربة الخارجي الموصول بسور القدس القديمة، وجرت العادة أن تقيم صلاة الظهر في موقع اعتصامها ثم تقيم مؤتمرا صحفيا ، ثم تنظم مسيرة تتجه من باب المغاربة الخارجي إلى موقع اعتصامنا في وادي الجوز مرددين : ( بالروح بالدم نفديك يا أقصى) ، وبطبيعة الحال كنا من طرفنا نستقبل كل مسيرة ونحن في موقع اعتصامنا ونحن نردد : ( بالروح بالدم نفديك يا أقصى ) ، ثم كنا نتوجه بكلمة ترحابية وتوجيهية لكل مسيرة .

11- وهنا أؤكد أن هذه المسيرات بدأت بهذا النظام المتقن منذ يوم الخميس الموافق 8/2/2007م حيث شهد هذا اليوم مسيرة كبرى كان قد تقدمها الشيخ كمال خطيب، والشيخ إبراهيم مفيد، والأستاذ محمد زيدان أبو فيصل، وبعض وجهاء القدس الشريف ، وفي ختام هذه المسيرة قال أحد أهلنا في القدس الشريف : ( والله إنها مسيرة ما شهدتها القدس منذ سنوات) ، ثم تواصلت المسيرات يوميا ، ما بين مسيرات لرجال أو للنساء أو مشتركة ، وهنا أؤكد أن هذه المسيرات قد أثارت اهتمام وسائل الإعلام يوميا وكانت الفضائيات العربية والأجنبية تحرص على تصويرها ، وهنا أؤكد أن هذه المسيرات قد أثارت حفيظة الأجهزة الأمنية “الاسرائيلية” المختلفة التي حاولت منذ المسيرة الأولى العمل على استفزازها والتحرش البائس بالمشاركين فيها ، لا بل محاولة إرهابهم وإحاطتهم بالخيول العسكرية وخراطيم المياه الساخنة والقوات الأمنية مختلفة الملابس والألوان والقبعات والأسلحة ، ولكن هيهات هيهات ، فقد تواصلت هذه المسيرات رغم كل هذا التضييق حتى هذه اللحظات .

12- وهنا أؤكد انه منذ هذا اليوم الأحد الموافق 11/2/2007م بدأت تتعاظم أكاذيب المؤسسة “الاسرائيلية” محاولة عبثاً تنفيس الغضب العالمي والإسلامي والعربي والفلسطيني الذي لا يزال يستنكر جريمة الهدم “الاسرائيلية” ، وأقولها بصراحة لا غموض فيها أننا كنا نتتبع كل كذبة من هذه الأكاذيب وكنا ندحضها فورا ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أنها قد بدأت جريمة هدمها بالاتفاق مع هيئة الأوقاف ولجنة الاعمار !! ثم ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أنها قد أوقفت العمل !! ثم ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أنها تدمر هذا الجزء من المسجد الأقصى بهدف الترميم لا التخريب !! ثم ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أنها قد أوقفت استخدام الجرافات والحفارات !! ثم ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أنها قد ألغت مشروع بناء جسر متين بعد تدمير طريق المغاربة !! ثم ادعت المؤسسة “الاسرائيلية” كذبا أن الحركة الإسلامية والشيخ رائد صلاح تحديدا هم الذين يعارضون فقط جريمة الهدم وإلا فلا يوجد مشكلة مع غيرهم !! ثم راحت المؤسسة “الاسرائيلية” تراوغ وتخدع وتضلل وتدعي أنها بدأت تنقل وقائع جريمة الهدم بالبث المباشر!!.

13- وجاء يوم الاثنين الموافق 12/2/2007م وتواصل الإعتصام وتواصلت حشود المرابطين عند باب المغاربة ، وتواصلت المسيرات من باب المغاربة إلى موقع اعتصامنا ، ويبدو أن المؤسسة “الاسرائيلية” باتت لا تملك القدرة على ضبط أعصابها حيث بدأت بقمع الاعتصامات عند باب المغاربة ، ثم بدأت بقمع الاعتصامات القريبة من باب المغاربة ، إلا أن ذلك لم يفت في عضد حشود الأهل إطلاقا ، حيث واصلوا زحوفهم يوميا إلى المسجد الأقصى ، وواصلوا مسيراتهم بعد كل صلاة ظهر من المسجد الأقصى إلى موقعنا في وادي الجوز ، وهذا ما كان في هذا اليوم حيث انطلقت مسيرة كبرى بعد صلاة الظهر مباشرة من المسجد الأقصى إلى موقع الاعتصام .

14- ومع تواصل أيام الاعتصام وزحوف المرابطين، فقد تواصل عطاء أهلنا في القدس لا بل أخذ يتضاعف يوما بعد يوم، حيث أخذ أهل القدس يتسابقون من يقدم القهوة أو الشاي أو الطعام أو الفواكه أولا !! واخذوا يحرصون على أخذ الموعد المناسب لإحضار وجبة الغذاء للمعتصمين !! لا بل إن بعضهم اخذ يعرض علينا بيتا كاملا لنبيت فيه ونستخدمه لكل ما هو مطلوب من ضروريات اعتصامنا ، ومرة أخرى أقول سأكتب عن مواقف أهلنا الكريمة في القدس الشريف مقالة خاصة ومفصلة .

15- وجاء يوم الثلاثاء الموافق 13/2/2007م وحرصنا للحفاظ فيه على برنامج اعتصامنا اليومي ، غير أننا رأينا من الواجب ان نعقد مؤتمرا صحفيا طارئا بهدف الكشف عن كل أكاذيب المؤسسة “الاسرائيلية” التي تواصلت حتى هذا اليوم ، ووسط عاصفة ماطرة شهدها هذا اليوم وبعد أن أدينا صلاة الظهر بدأت مراسيم المؤتمر الصحفي بحضور مكثف لوسائل الإعلام ، وقد تحدث في هذا المؤتمر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، والشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ثم تحدثت أنا مجتهدا أن أدحض كل أكاذيب المؤسسة “الاسرائيلية” ، لذلك أكدت خلال كلمتي أن جريمة الهدم لا تزال متواصلة وادعاء المؤسسة “الاسرائيلية” أنها أوقفت العمل ما هو إلا محض كذب ، وأكدت كذلك أن ما تقوم به المؤسسة “الاسرائيلية” هو جريمة هدم وتدمير لحقنا الديني والحضاري والتاريخي في المسجد الأقصى ، وإدعاء المؤسسة “الاسرائيلية” أن ما تقوم به هو عمليات ترميم هو ادعاء وقح، وهذا أبسط ما يقال عنه ، وأكدت كذلك أن المؤسسة “الاسرائيلية” بعد أن ألغت عمل الجرافات الحفارات فقد أبقت على جريمة الهدم ولم تغير سوى أداة الجريمة ، وادعاء المؤسسة “الاسرائيلية” أنها ألغت عمل الجرافات ما هو إلا محاولة خداع فاشلة تسعى من خلالها للضحك على ذقون الناس وإيهامهم أنها أوقفت جريمتها ، وأكدت كذلك أن ادعاء المؤسسة “الاسرائيلية” أنها بدأت بجريمة الهدم بعد اتفاق هيئة الأوقاف ولجنة الاعمار، ما هو إلا إدعاء بائس وكاذب ولا أساس له من الصحة ، وأكدت كذلك أن ادعاء لمؤسسة “الاسرائيلية” أنها ستقوم بنقل وقائع الجريمة بالبث المباشر هو أشبه ما يكون بمن ينقل بالبث المباشر قتل إنسان مظلوم ظنا منه أن ذلك سيحول الجريمة إلى عمل مباح ومشروع وهذا نهج صفيق ، وفي الختام أكدت أن قضية المسجد الأقصى ليست قضية الحركة الإسلامية ، بل هي قضية كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني في كل العالم ، وكل ذلك يؤكد مدى غرق المؤسسة “الاسرائيلية” في بحر من الأكاذيب .

16- وبعد ختام المؤتمر الصحفي في هذا اليوم اقتحمت بقعة اعتصامنا مجموعة من قوات الأمن “الاسرائيلي” ، ثم سلمتني بلاغا للحضور غدا إلى قاعة محكمة الصلح في القدس، حيث ستطالب النيابة “الاسرائيلية” منع اقترابي على بعد مائة وخمسين مترا من كل أسوار القدس القديمة لمدة ستين يوما إضافة إلى المدة السابقة التي كانت عبارة عن عشرة أيام ، وقد كان واضحا لي ولكل الحضور أن المؤسسة “الاسرائيلية” تريد من وراء ذلك منعي من دخول المسجد الأقصى يوم الجمعة القريب، لأن مدة المنع الأولى تنتهي في نفس اليوم الجمعة القريب ، ومع ذلك لم اكترث بل بينت لكل وسائل الإعلام أنني لا اعترف سلفا بأي قرار قضائي يمنعني من دخول المسجد الاقصى، وهو قرار باطل لا وزن له ولا لون ولا طعم ولا رائحة، لأن المحكمة “الاسرائيلية” هي جزء من المؤسسة “الاسرائيلية” التي تحتل المسجد الاقصى والتي لا تملك السيادة على المسجد الاقصى ، ولذلك لا يحق لها أن تقضي بأية قضية تتعلق بالمسجد الأقصى .

17- وبعد أن تسلمت هذا البلاغ الطارئ عقدنا جلسة طارئة لدراسة كيفية التعامل مع هذا البلاغ وكيفية الرد عليه ، وبعد بحث مستفيض اتفقنا أن أدخل إلى قاعة المحكمة وان أرافع عن نفسي وان اقرأ على القاضي وعلى كل الحضور هذا البيان :[ موضوع لائحة الإتهام والطلب لإبعادي عن المسجد الأقصى الشريف رافقها عمليات الهدم والحفر التي تقوم بها المؤسسة “الاسرائيلية” في المسجد الأقصى- باب المغاربة :
( دولة "إسرائيل" في عملياتها هذه تتحدى العالم الإسلامي والعربي، دولة "إسرائيل" هي التي يجب أن تقدم للعدالة بسبب مسها الخطير في أحد الأماكن المقدسة للمسلمين- المسجد الأقصى.
لائحة الإتهام هذه ولدت باطلة، والملف هو ملف سياسي في جوهره والذي هدف إلى خدمة أهداف سياسية للحكومة “الاسرائيلية” في محاولاتها تغيير الوضع القائم ووضع حقائق جديدة على الأرض في مكان مقدس للمسلمين- المسجد الأقصى-.
المسجد الأقصى هو مكان محتل، المسجد الأقصى هو المكان الذي إحتلته "إسرائيل" بالقوة سنة 1967, لدولة "إسرائيل" لا يوجد سيادة على المسجد الأقصى وهي لا تستطيع أن تدعي سيادة بقوة الإحتلال، دولة "إسرائيل" هي دولة محتلة لا تستطيع أن تفرض قوانينها على المسجد الأقصى، لذا أنا أنكر صلاحية المحكمة والتي تعتبر أحد أجسام الدولة المحتلة أن تأمر بإبعادي عن المسجد الأقصى.
السيادة على المسجد الأقصى هي للعالم الإسلامي والعربي فقط، حيطانه، ساحاته، بواباته، هواؤه وترابه هي مقدسة، بما فيها بوابات المسجد الأقصى وبالأخص بوابة المغاربة وما تؤدي إليه.
لدولة "إسرائيل" لا يوجد سيادة على المسجد الأقصى من أي نوع كان لا قانونية، ولا أخلاقية، ولا دينية، لا يوجد لمحكمة “اسرائيلية” أي صلاحية أن تبت بأي موضوع يتعلق بالمسجد الأقصى، لذا كل قرار سيصدر عن هذه المحكمة هو باطل من أصله ولا يوجد له أي أهمية .
لائحة الإتهام السياسية التي قدمت ضدنا هي باطلة قانونياً وواقعياً وسنثبت ذلك لاحقاً]
.
18- وجاء يوم الأربعاء الموافق 14/2/2007م وحرصنا للحفاظ فيه على برنامج اعتصامنا اليومي الذي كان ختامه في هذا اليوم أن أدينا صلاة الظهر ثم توجهنا إلى قاعة محكمة الصلح في القدس ، ثم دخلت المحكمة تحت رصد شديد لكل وسائل الإعلام ، لدرجة أن معظم وسائل الإعلام تابعت رصد دخولي إلى مبنى المحكمة ثم رصد دخولي إلى قاعة المحكمة !! وعندما بدأت إجراءات المحكمة كشفت النيابة “الاسرائيلية” عن مطالبها وعن مبررات هذه المطالب ، وبعد أن أنهت حديثها وقفت وقرأت على القاضي وعلى جميع الحضور نص البيان المكتوب الذي صغته في اليوم الماضي !! وبعد أن أنهيت حديثي خيم صمت مطبق على كل الحضور في المحكمة ، ثم تكلم القاضي وقال: "سأرجئ إصدار القرار حتى الغد" !! ثم قال : "رفعت الجلسة " .
- يتبع -

 

  المصدر: فلسطينيو 48

 

لبيك يا أقصى - رائد صلاح

1 3 4 5 6

7-8-9-10


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية