رسالة
مسرى نبينا .. رمز عزة إسلامنا
- التفاصيل
- المجموعة الأم: من نحن
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 08:04
- الزيارات: 4866
المسجد الأقصى المبارك
حق خالص للمسلمين .. منذ بناه آدم، وجدده سليمان، وأُسري إليه بمحمد، عليهم الصلاة والسلام
يغفل كثير من المسلمين اليوم عن حقيقة المسجد الأقصى المبارك، وكونه ليس مجرد بناء، وإنما مساحة ممتدة تضم عدة ساحات ومبان وتحيط بها جدرانه، كذلك غفلوا، وهو الأخطر، عن حقيقة دينهم، وعظمته، إنه الإسلام .. الدين الذي لا يقبل سواه من بشر، والدعوة الراشدة التي حملها أنبياء الله جميعا من لدن آدم عليه السلام وحتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، لتقود الناس جميعا، فتخرجهم من الظلمات إلى النور.
فنجد كثيرا من المسلمين، بدلا من الاعتزاز بإسلامهم، وإدراك قدر الانتساب له، وضرورة السعي إلى تحكيمه بين البشر جميعا، قد ذهلوا عن ذلك، وتناسوا واجبهم تجاه هذه الرسالة المحمدية المصدقة لما قبلها من رسالات، والمهيمنة عليها جميعا، وغفلوا عن تبيين حقيقتها لكل أتباع الأنبياء السابقين، فكان هذا سببا في ظهور أباطيل مدعي الانتساب لهؤلاء الأنبياء، وبخاصة دعواهم الباطلة بأحقية في المسجد الأقصى المبارك .. ثاني مسجد وضع في الأرض .. المسجد الذي بناه آدم، وجدده سليمان، وأُسري إليه بمحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام.
إن كل رسول أُرسل من بعد آدم عليه السلام، إنما أُرسل ليجدد للناس أمر دينهم الحق الواحد، دين التوحيد، مصدقا بالرسل قبله، وآمرا للناس باتباع رسالته المجددة، وكذلك أُرسل محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما جاء به نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، عليهم الصلاة والسلام، وآمرا للناس جميعا بتصديقه واتباع رسالته الخاتمة، المهيمنة على ما سبقها من رسالات. ولإن كان عيسى عليه السلام قد جدد رسالة موسى عليه السلام، وأمر الناس باتباعه، فلم يصدقه أكثر اليهود، وبقوا على ملتهم المحرّفة، فلقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم، مجددا لرسالة موسى وعيسى، عليهما السلام، فلم يصدقه اغلب النصارى واليهود، وبقوا على تحريفهم لرسائل أنبيائهم، بل، وهاهم كبراؤهم يسعون الآن إلى طمس رمز عزة الدين وأصالته.. المسجد الأقصى المبارك.
فهنا في هذا المسجد، وفي ليلة الإسراء والمعراج، أمّ النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء جميعا، واضعا اللبنة الأخيرة في بناء التوحيد الذي أسسه آدم عليه السلام، وتتابع الأنبياء جميعا على رفعه، وإعماره، وتجديده. لقد أكمل الله به الدين، وأتم النعمة على بني البشر، ولم يعد مقبولا من أي منهم، بعد هذا التسليم بالقيادة من كل الأنبياء إلى خاتمهم عليه الصلاة والسلام، إلا الإيمان به والتصديق برسالته. "إن الدين عن الله الإسلام." فإن كان لأتباع أيٍ من أنبياء الله أن يكونوا صادقين في دعواهم، فإن عليهم أن يؤمنوا بهذا الرسول، وبكل رسول قبله، وألا يفرقوا بين أحد منهم. وإلا، فإن دعواهم مردودة عليهم، وإيمانهم غير صادق.
هذا البيان، وهذه الحقيقة هي ما سعى ويسعى المبطلون لإطفاء نوره، فنراهم يسعون -بدعاوى "دينية" باطلة- إلى اغتصاب رمز أصالة الإسلام . وكما قام الصليبيون من قبل بتحويل قبة الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك إلى كنيسة، يسعى الصهاينة اليوم إلى بناء كنيس/ هيكل/ معبد على حساب مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم. وهم يرفعون حاليا شعار "تقسيم" الأقصى بين المسلمين واليهود، وكأن الدين متعدد، وكأن القداسة قابلة للقسمة!
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، وبناء "مقدّس" مزعوم على حساب المقدس الحق، تعددت اعتداءاتهم، وتصاعدت مؤخرا- وهاهو المسجد الأقصى المبارك يئن إذ يمنع المسلمون منه، بينما تطأه أقدام المدنسين ليل نهار، وهاهي جدرانه تشكو المصادرة، بل وتتعرض للهدم التدريجي تحت مسمى "حفريات أثرية"، وهاهم أهله المرابطون في أكنافه يسامون صنوف الذل على يد الغاصبين بينما يتخلى عنهم المسلمون وأهل الأرض جميعا، في غفلتهم السادرة عن حقيقة هذا المسجد الأقصى المبارك، وهذا الدين الحق.
إن علينا جميعا، كأتباع صادقين لأنبياء الله جميعا، أن نعمل على إزالة هذا الرجس الذي حلّ بالمسجد الأقصى الأسير منذ أربعين عاما، وأن نبيّن حقيقة هذا الدين الذي يرمز إليه، والذي دعا إليه الأنبياء جميعا، ونعمل على نشرها ... فهو الدين الذي اصطفاه الله للبشر، والذي وعد تعالى بإظهاره، ولو كره الكافرون. وهو المسجد الأقصى الذي شهد إقرار جميع الأنبياء بهذه الرسالة وتصديقهم على وراثتها للرسالات قبلها، وتحديدا في هذه الليلة المباركة .. ليلة الإسراء والمعراج.
فالمسجد الأقصى -الذي بارك الله حوله- هو حق خالص للمسلمين جميعا من لدن آدم عليه السلام حتى قيام الساعة، ولابد من العودة لفهم حقيقته، وحقيقة الإسلام، ونصرتهما، حتى يأذن الله بالفتح المبين، ويتطهر الأقصى والأرض كلها، من دنس الغاصبين للدين وللمقدسات.